المناورة الفاشلة في “تيكاد”.. نهاية أحلام دويلة الوهم في مؤتمرات الشراكة الدولية
الدار/ تحليل
المناورة الفاشلة التي قامت بها الجزائر خلال مؤتمر تيكاد بطوكيو لإقحام ممثل البوليساريو أكبر دليل على أن ساعة الحقيقة في إفريقيا قد حانت. وأن التخلص من الكيان الوهمي في شتى الهيئات الإفريقية ليس سوى مسألة وقت. لكن من الضروري التذكير بأن هذا الفضيحة الجديدة التي تورط فيها نظام الكابرانات نتيجة عمل دبلوماسي مغربي مكثف أسفر عن تضييق الحصار على هذا النظام والتنظيم المسلح الذي يرعاه. بدأ ذلك في اجتماع المجلس التنفيذي للاتحاد الإفريقي في الدورة 45 المنعقدة في يوليوز الماضي بالعاصمة الغانية أكرا عندما أقر أعضاء المجلس قرارا يقضي باقتصار المشاركة في مؤتمرات القارة الإفريقية مع شركائها على الدول التي لها عضوية كاملة في الأمم المتحدة.
وكانت الجزائر وجنوب إفريقيا وحدهما من صوّتتا ضد هذا القرار الذي تمت الموافقة عليه. وضدا على الشرعية القانونية وإرادة الدول الأعضاء حاولت الجزائر نسف ما اتفق عليه الجميع من خلال مناورة تهريب عضو من جماعة البوليساريو للمشاركة في جلسات مؤتمر الشراكة اليابانية الإفريقية. وتذكرون أن هذا المؤتمر هو نفسه الذي شهد تواطؤا بين النظام الجزائري والنظام التونسي في قمة 2022 عندما استضافته العاصمة التونسية، وقبل الرئيس التونسي الدمية قيس سعيد آنذاك استقبال زعيم الجبهة الانفصالية كمشارك في هذا المؤتمر مقابل رشوة جزائرية سخية.
واليوم وبفضل العمل الدبلوماسي المكثف الذي نهجته السلطات المغربية أصبح النظام الجزائري مضطرا إلى اللجوء إلى أساليب التهريب والتواطؤ والمناورة فقط من أجل السماح لراية الجمهورية الوهمية بالظهور في لقاء من اللقاءات الإفريقية الدولية. لا يمكن وصف هذا المشهد إلا بكونه إعلانا للفشل والهزيمة من هذا النظام الذي أنفق مليارات الدولارات من أموال الجزائريين المسحوقين من أجل الدعاية لقضية خاسرة. بل إن ما حدث في مؤتمر تيكاد يؤكد أن هامش المناورة لدى الجزائر أصبح شبه منعدم ولم يعد أمامها سوى أساليب العصابات والأحزاب المارقة كي تدافع عن أطروحة لم يعد يصدقها أحد، بما في ذلك دولة اليابان الشريك الرئيسي ومستضيف القمة، والتي اغتنمت فرصة ما حدث لتأكيد عدم اعترافها بوجود دويلة صحراوية وهمية. وهذا يعني أن نظام الكابرانات وقع في شر أعماله.
لقد حاول هذا النظام تحويل مؤتمر تنموي إلى ذريعة للترويج للخطاب الانفصالي لكنه وجد نفسه محاصرا باستغراب الدول الإفريقية المشاركة واليابان، وأصبح مطالبا بتقديم التفسيرات لما حدث، ولا سيما أن المناورة التي ارتكبها هذا النظام محرجة للغاية وتضعه في موقف لا يحسد عليه أمام باقي الدول وتعد خرقا صريحا للمقتضيات التنظيمية. مؤتمر تيكاد فرصة لتدارس أوجه التعاون والعمل المشترك بين إفريقيا واليابان، والنظر فيما يمكن أن تقدمه قوة اقتصادية عظمى للقارة السمراء على مستوى الاستثمارات وبرامج التنمية والتطوير ونقل الخبرات والتكنولوجيا. لقد تجاهل نظام الكابرانات كل هذه التحديات والقضايا الهامة ليركز مرة أخرى تدبيره وتخطيطه على هدف التآمر ضد المغرب ووحدته الترابية. وكم كان ذلك مفيدا للقضية الوطنية بعد فشل هذه المهزلة.
لماذا تعد هذه المؤامرة الفاشلة في مصلحة المغرب؟ لأنه ببساطة لا يمكن للجزائر أن تتجرأ مستقبلا على تكرار هذه الفضيحة بعد أن أدركت السلطات اليابانية وباقي الدول الإفريقية حقيقة النوايا الجزائرية، وفهمت أن النظام الجزائري خارج التغطية وغير مهتم بتاتا بهموم إفريقيا الحقيقية وانشغالاتها واحتياجاتها. والأهم من ذلك أن الدول الإفريقية التي تشارك في هذه القمة إلى جانب اليابان شهدت عيانا معنى خرق القوانين والاتفاقات التي تربط بينها، ومنها اتفاق أكرا الذي ينص على حصر المشاركة في الدول الأعضاء في هيئة الأمم المتحدة. وما يجعل مؤتمر تيكاد حدثا مميزا هو أنه يمثل نهاية رسمية لأي مشاركة للجمهورية الوهمية في اللقاءات الإفريقية مع الشركاء الخارجيين مثل الولايات المتحدة وفرنسا والصين على الرغم من أن نظام الكابرانات لم يسبق له أن تجرأ على فرض مشاركة الكيان الوهمي في هذه القمم. لذا؛ نبشر هذا النظام الفاشل بأن المؤتمر الوحيد الذي ستشارك فيه قيادة الميليشيا الإرهابية بعد اليوم هو مؤتمر تندوف الذي سيجمع رئيس جمهورية تندوف والرئيس الجزائري.
المصدر: الدار- وم ع