فن وثقافة

الأعرج: مهرجان الفنون الشعبية بمراكش هو لإبراز تنوع التراث الثقافي اللامادي بالمغرب

قال وزير الثقافة والاتصال  محمد الأعرج، مساء أمس السبت بمراكش، إن المهرجان الوطني للفنون الشعبية المنظم سنويا بالمدينة الحمراء، يعكس تنوع هذا التراث الثقافي اللامادي الهام الذي يفتخر به المغاربة. 

وأبرز في كلمة خلال اختتام فعاليات النسخة ال50 للمهرجان الوطني للفنون الشعبية، أن هذا الأخير يعتبر أحد أهم وأعرق المهرجانات بالمملكة وعلى الصعيد العالمي بالنظر لمكانته التاريخية حيث يعبر عن التنوع الثقافي الذي يعرفه المغرب وما يزخر به من تراث ثقافي وشفهي، مؤكدا على دعم وزارة الثقافة والاتصال لهذه التظاهرة الفنية والثقافية المتيمزة. 

وبعد أن أشار إلى عدم تواني المغاربة في التعبير عن ارتباطهم الوثيق بتراثهم وتاريخهم وثقافتهم وجذورهم، قال الوزير إن المهرجان الوطني للفنون الشعبية يشكل مناسبة للتعريف بهذا التراث اللامادي لدى الأجيال الصاعدة والسياح وأيضا فرصة لتثمينه وحمايته. 

وأبرز في هذا الصدد، الدور الكبير الذي يضطلع به المجتمع المدني في النهوض بهذا التراث الوطني اللامادي وحمايته والحفاظ عليه. 

من جهته، قال رئيس المهرجان الوطني للفنون الشعبية،  محمد الكنيدري ، إن الدورة ال50 للمهرجان الوطني للفنون الشعبية حققت أرقاما قياسية من حيث عدد المتفرجين الذين بلغ عددهم أزيد من 300 ألف متفرج توافدوا على الفضاءات الخمسة التي أقيمت بها العروض، وكذا من حيث الفنانين والفرق المشاركة (أزيد من 760 فنان وأكثر من 60 فرقة). 

وبخصوص الدورة المقبلة، أشار رئيس المهرجان إلى أنها ستنظم نهاية يونيو وبداية يوليوز 2020 ، وسيقوم المنظمون بتهيئة منصات أخرى للعروض مع مواصلة انفتاح المهرجان على فرق أجنبية. 

وخلال هذا الحفل الختامي الذي أشرف على إخراجه الفني المخرج المغربي المشهور لحسن زينون، كان الجمهور الذي حج إلى الموقع التاريخي قصر البديع الذي يعود بناؤه إلى القرن ال16، على موعد مع سفر فني ممتع على مدى ما يقارب الساعتين اكتشفوا من خلاله سحر الفلكلور المغربي. 

واستمتع الجمهور الحاضر بلوحات فنية رائعة امتزجت فيها حركات الجسد بالأغاني والأهازيج الشعبية برع في أدائها رجال ونساء ينتمون لعشرين فرقة فلكلورية تمثل مختلف جهات المملكة. 

كما تميزت هذه الأمسية الختامية بتكريم فنانين مغربيين اثنين سخرا حياتهما لخدمة الفنون الشعبية والنهوض بها والحفاظ عليها. ويتعلق الأمر بفاطمة اكبور رايسة من فرقة أحواش بمدينة تارودانت والفنان محمد بوناني رايس من مجموعة الكدرة بكلميم.

وتسعى هذه التظاهرة الثقافية والفنية المتميزة ، المنظمة من قبل وزارة الثقافة والاتصال وجمعية الأطلس الكبير تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، إلى تثمين التراث الثقافي المغربي وإبراز الوحدة الوطنية في إطار التنوع، وكذا النهوض بالنشاط السياحي بمراكش وبالجهة. ويولي المهرجان ، الذي يعد مرآة للتنوع الثقافي بالمغرب ويلامس جميع الخصوصيات الإثنية والعرقية بالمملكة ويجسد التعدد في إطار الوحدة ، أهمية كبيرة للتقاليد والثقافة المغربية والتراث الوطني ويعمل على توفير تظاهرة ثقافية واسعة النطاق لجمهور المدينة الحمراء وجميع المغاربة والزوار الأجانب.

وتوزعت فعاليات نسخة هذه السنة ، التي اختير لها كشعار "الثروة والتنوع في التراث الثقافي الوطني" على فضاءات متعددة تتمثل في الموقع الأثري قصر البديع الذي احتضن العروض الرئيسية للمهرجان بلوحاته الفنية الرائعة، وساحة جامع الفناء وساحة الحارثي والمسرح الملكي وواحة سيدي يوسف بن علي.

واشتملت نسخة هذه السنة ، التي أقيمت على مدى خمسة أيام، على برمجة غنية ومتنوعة امتزجت فيها الفنون الشعبية المغربية وموسيقى العالم وذلك بمشاركة أحسن الفرق على الصعيد الوطني وفرقا من دولة أجنبية.

وتضمن برنامج هذه التظاهرة، المنظمة بتعاون مع ولاية جهة مراكش آسفي والمجالس المنتخبة بمراكش، عروضا فلكلورية متنوعة، وندوة دولية حول موضوع "الإيماءات والنصوص والموسيقى الإفريقية المغربية التأثيرات والإلتقاءات" بمشاركة جامعيين ومختصين في هذا المجال. 
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

7 + تسعة عشر =

زر الذهاب إلى الأعلى