علوم وتكنولوجيا

دراسة حديثة تؤكد: النباتات لا وعي لها

أشارت دراسة حديثة -نشرت في دورية "ترندز إن بلانت ساينس" الأربعاء 3 يوليوز- إلى أن النباتات ليس لديها وعي بالمعني المفهوم، ويتعارض هذا الاستنتاج مباشرة مع علم البيولوجيا العصبية النباتية الناشئ حديثا، وقد يحمل أنباء جيدة للنباتيين.

فمن خلال دراسات مقارنة لأدمغة الحيوانات البسيطة والمعقدة، استنتج الباحثون أن طريقة التأشير التي ترسل بها الخلايا النباتية رسائلها لا يمكننا مقارنتها بالأجهزة العصبية في الحيوانات والبشر.

وعي النبات
أظهرت العديد من الدراسات الحديثة أن النباتات يمكنها أن تستشعر الأصوات وتستجيب لها، مثل الطنين المثير للملقحات إلى صوت القضم المروع للمفترسات النباتية. وتم إثبات أن النباتات لديها القدرة على التذكر، ويمكنها التواصل والحديث فيما بينها عبر تبادل الرسائل الكيميائية.

كما أظهرت الاكتشافات الحديثة أن النباتات يمكن تخديرها، وأنها تستجيب للمس بطرق مختلفة وفقا لطبيعة اللمسة.

وتعتبر قدرة النبات على الاستجابة للتغييرات التي تحدث في بيئته أحد أشكال الذاكرة والقدرة على التعلم. ومع ذلك فإن كل ملاحظة من هذه الملاحظات الرائعة معقدة جدا بسبب اللغة العاطفية المستخدمة في التعبير عنها. وبلغة أقل شاعرية، فإن تحويل مقاييس استجابات النمو، وتقلبات الهرمونات النباتية إلى وصف ذي مغزى يمكن أن يشكل تحديا كبيرا.

ومنذ أوائل الألفية الجديدة، احتدم النقاش حول أين يمكن رسم الخط الفاصل بين استجابات النباتات للإشارات البيئية وأنواع القياس المستخدمة في علم الأعصاب. لأن تجاوز هذا الخط يمكن أن يأتي بجانب سلبي خطير.

يقول لينكولن تايز عالم الأحياء النباتية من جامعة كاليفورنيا في سانتا كروز في بيان صحفي لـ "سيل برس" الناشرة للدراسة "إن الخطر الأكبر في نسب الصفات البشرية لكائنات غير إنسانية أنه يقوض موضوعية الباحث".

ويضيف "ما رأيناه هو أن النباتات والحيوانات طورت إستراتيجيات مختلفة جدا للحياة، الدماغ عضو مكلف جدا، وليس هناك أي ميزة للنباتات على الإطلاق في أن يكون لديها نظام عصبي متطور للغاية".

ذكاء السرب
بما أن العلماء اكتشفوا المزيد عن الإشارات المعقدة بين الخلايا النباتية، والتواصل بين النباتات المنفردة، يأتي إغراء ربطها بمسارات مماثلة في الحيوانات، كتطبيق مصطلح "ذكاء السرب" على النباتات، على سبيل المثال.

يستخدم هذا المفهوم في الذكاء الاصطناعي، ويصف السلوك الجماعي للنظم اللامركزية ذاتية الانتظام، سواء كانت اصطناعية أم طبيعية مثل مستعمرات النمل وأسراب الطيور ونمو البكتيريا.

وقد وصف الباحثون في تقريرهم "وفقا لهذه الفكرة، ينشأ سلوك النبات من تنسيق الخلايا والأنسجة الفردية، على غرار حل المشكلات الذي ينشأ من التواصل والتعاون بين أعضاء خلية النحل".

ومع ذلك، فإن هذا القياس ينطوي على العديد من المشكلات، ويجادل بأن النحل حر في المجيء والذهاب، على عكس الخلايا الموجودة داخل النباتات. وهناك أيضا درجة أكبر من التعارض الجيني بين أفراد سرب الحشرات التي تحدث فرقا رئيسيا عندما يتعلق الأمر بالتكاثر.

تفتقر للدقة
يبدو أن أحد أكثر أوجه التشابه المثيرة للجدل هو فكرة أن بعض النباتات قادرة على الوعي. لقد واجه الفلاسفة وقتا عصيبا في إيجاد حدود واضحة لهذا الأمر. وكافح علماء الأعصاب كثيرا لتحديد المنطقة التشريحية المسؤولة عن هذه الظاهرة لدى البشر.

وقد تكون الاقتراحات -التي تشير إلى أن النشاط الشبيه بالنشاط العصبي الذي تم اكتشافه في قمم جذور النباتات "شبيه بالدماغ"- قد ذهبت بعيدا جدا عند ترجمة استجابات الأنسجة بعبارات تشبه تلك المصطلحات المستخدمة في حالة الحيوانات.

يقول تايز "إذا كانت هناك حيوانات ليس لديها وعي، فيمكنك أن تكون واثقا تماما من أن النباتات التي لا تمتلك أي خلايا عصبية -ناهيك عن العقول- لا تملكه أيضا".

ويضيف "أعرف أن الكثير من الناس في مجتمع البيولوجيا العصبية النباتية يودون رؤية مجالهم البحثي يدرس في الكتب المدرسية، ولكن حتى الآن هناك الكثير من الأسئلة التي لم تتم الإجابة عنها".

وقد تؤدي المزيد من الأبحاث إلى إعادة النظر في هذا الأمر يوما ما، لكن تايز وزملاءه يرون أن أنواع التجارب والحالات التي يعتمد عليها علماء البيولوجيا العصبية النباتية تفتقر إلى الدقة اللازمة لتقديم مثل هذا الادعاء الجريء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ثلاثة عشر + 10 =

زر الذهاب إلى الأعلى