فن وثقافة

ديزني تطرح الإعلان التسويقي الأول للنسخة الحية من “مولان”

قبل ساعات قليلة أصدرت استوديوهات ديزني الإعلان التشويقي الأول لنسخة اللايف-أكشن الجديدة من فيلم "مولان" والمقرر عرضه في مارس 2020، وقد تجاوزت مشاهداته ثمانية ملايين مشاهدة خلال 15 ساعة فقط، مما يوحي بالقاعدة الجماهيرية العريضة التي تنتظر العمل، خاصة وأن هذا المشروع على وجه التحديد يُحضر له منذ سنوات طويلة.

عام 2010 أعلنت "والت ديزني بيكتشرز" عن اهتمامها بتقديم نسخة حية من فيلم  "مولان" إلا أن الفكرة سرعان ما تم إجهاضها، وعام 2015 عادت صحيفة "هوليود ريبورتر" لنشر خبر عن استئناف ديزني سعيها والشروع في كتابة السيناريو.

عام 2016 أعلن أن ريك يافا وأماندا سيلفر أسند إليهما إعادة كتابة السيناريو، على أن يجمعا فيه بين قصة فيلم الرسوم المتحركة الأصلي وبين الأسطورة الصينية القديمة التي تمحورت حول البطلة نفسها. 

متهمة بالعنصرية
مع تأكد الخبر وتداوله سرعان ما أنشئت عريضة عبر الإنترنت حملت عنوان ""أخبر ديزني أنك لا تريد مولان بيضاء" وذلك تزامنا مع الاتهامات التي صارت توجه لها باعتبارها تختار أبطالا بخلفية ولون بشرة معين لحكاياتها. ومع حصول العريضة على أكثر من مئة ألف توقيع، أعلنت ديزني البحث عن ممثلة صينية لبطولة العمل.

هكذا اضطر فريق من المخرجين الترحال بين كافة القارات واختبار ما يقرب من ألف فتاة من أجل العثور على ما يبحثون عنه، ذلك لأن بطلة العمل يجب أن تتوفر بها شروط معينة تضمنت الموهبة بالتمثيل، القدرة على التحدث بلغة إنجليزية واضحة، والأهم امتلاك مهارات بفنون القتال.

وفي نونبر 2017 أعلن أخيرا عن إسناد دور مولان للممثلة الصينية الأميركية ليو يفي، وهو ما اعتبره الكثيرون انتصارا وضمانا لفتح باب التنوع العرقي داخل عالم ديزني. 

لم يكن السيناريو وإيجاد البطلة المناسبة المشكلة الوحيدة التي واجهت ديزني، الإخراج أيضا استغرق بعض الوقت، ذلك لأن ديزني كانت تسعى لإسناد الأمر لمخرج آسيوي ليكون ملما بالثقافة الصينية، فجاء الاختيار الأول للمخرج التايواني "آنج لي" الفائز بالأوسكار مرتين.

ووفقا لما نشرته صحيفة "هوليود ريبورتر" جاءت إجابة المخرج بالرفض لانشغاله بعمل آخر، وهو ما ترتب عليه اختيار ديزني المخرج "جيانغ ون" لتولي تلك المهمة، وهو ما لم يتم أيضا. قبل أن تسند المسؤولية أخيرا للمخرجة "نيكي كارو" مما يجعل "مولان" العمل الثاني بتاريخ ديزني الذي يسند إخراجه لامرأة رغم طبيعته التي تنتمي لفئة الدراما الحربية، حتى أن ميزانية إنتاجه تجاوزت مئة مليون دولار. 

ومع أن الجمهور طالما انتظر لحظة الإعلان عن انطلاق فيلم "مولان" الجديد، فإن ردود الأفعال التي تلت عرض الإعلان التشويقي بالأمس تنوعت بين متشوقين وآخرين مستائين أو على أقل تقدير يشعرون بالارتباك بسبب غياب شخصية "موشو" ذلك التنين الصغير الذي رافق مولان خلال رحلتها، الأمر الذي أدى بدوره للتساؤل حول إذا ما كان سيتضمنه العمل أم لا.

بالوقت نفسه ظهر تيار مضاد يدافع عن عدم وجود "موشو" ويعلن منطقيته، أولا لاستنادا لكون العمل لن يقدم النسخة الكرتونية فحسب بل سوف يدمجها مع الأسطورة الصينية القديمة، وهو ما سينتج عنه بالطبع معالجة مختلفة يترتب عليها غياب بعض الشخصيات القديمة وظهور أخرى جديدة. 

ثانيا لأن شخصية "موشو" التي جرى عليها الخلاف لا تتناسب مع طبيعة النسخة الحية الحربية من الحكاية بقدر ما كانت تناسب فيلم أنيميشن يميل للكوميديا.

يُذكر أن النسخة الأولى التي قدمتها ديزني من "مولان" صدرت عام 1998، وتمحورت حول فتاة تقرر الانضمام للجيش الصيني بدلا عن والدها العجوز، إذ تتنكر بهيئة شاب وتحاول إخفاء هويتها والاندماج مع الآخرين من خلال إثبات جدارتها بنيل شرف الحرب. 

ومع العناصر القوية التي بني عليها العمل من حبكة درامية غير معتادة بذاك الوقت وأغنيات ممتعة وكوميديا جيدة، نجح الفيلم في الجمع بين استحسان النقاد ومحبة الجمهور، وهو ما كلل بالترشح لجائزتي "الأوسكار" و"غولدن غلوب" بل تجاوزت إيراداته 304 ملايين دولار من إجمالي ميزانية لم تتخط تسعين مليونا. فهل تنجح النسخة القادمة في التفوق عليه؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اثنان × واحد =

زر الذهاب إلى الأعلى