رؤية الرئيس الصيني.. التعاون الدولي لتحقيق مستقبل مشترك
الدار/ خاص
ألقى الرئيس الصيني شي جين بينغ خطابًا شاملًا خلال قمة المديرين التنفيذيين لمنتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ (APEC) في ليما، حيث طرح رؤية واضحة وطموحة لمعالجة التحديات الاقتصادية العالمية. أكد شي على أهمية التعاون والانفتاح والتعددية كأسس لبناء اقتصاد عالمي أكثر شمولًا ومرونة.
أكد شي جين بينغ مجددًا التزام الصين بدعم عولمة اقتصادية متوازنة، منتقدًا النزعات الحمائية والانغلاق التي تعرقل النمو الاقتصادي وتفاقم الفجوات بين الدول. وقال: “يجب أن نعمل معًا لبناء اقتصاد عالمي مفتوح”، مشددًا على أهمية التكامل الاقتصادي الإقليمي القائم على مبادئ الشمولية والمصالح المتبادلة.
شدد الرئيس الصيني على دور الابتكار كمحرك رئيسي للنمو الاقتصادي والتقدم الاجتماعي. وأشار إلى استثمارات الصين الضخمة في التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي والطاقة المتجددة والاقتصاد الرقمي. كما أكد أن الصين ستواصل مسارها نحو التنمية المستدامة، متمسكة بالتزاماتها المناخية ومروّجة لانتقال عالمي نحو الطاقة النظيفة.
في ظل التوترات الجيوسياسية المتزايدة، شدد شي جين بينغ على أهمية الحوار الصادق والتعاون المكثف بين القوى الاقتصادية الكبرى. ودعا دول منتدى APEC إلى العمل معًا لمواجهة التحديات المشتركة، سواء كانت تتعلق بالتعافي الاقتصادي بعد الجائحة، أو اضطرابات سلاسل التوريد، أو أزمة المناخ العالمية.
اختتم شي خطابه بالدعوة إلى بناء “مجتمع المصير المشترك” حيث يمكن لكل دولة، كبيرة كانت أم صغيرة، أن تستفيد من الفرص التي يتيحها التعاون الدولي. وأكد أن الصين، كأكبر اقتصاد في آسيا وثاني أكبر اقتصاد عالمي، مستعدة لتحمل مسؤولياتها والعمل جنبًا إلى جنب مع الدول الأخرى لتحقيق مستقبل مشترك.
يعكس هذا الخطاب تفاؤلًا براغماتيًا، ويؤكد رغبة الصين في لعب دور محوري في تشكيل نظام اقتصادي عالمي جديد أكثر عدلًا وشمولًا. ومع ذلك، يبقى تحقيق هذه الرؤية مرهونًا بجهود جماعية على المستوى الدولي.