هل الجزائر في حاجة إلى الدعاء.. أزمة وطن وأزمة نظام؟
الدار/ تحليل
تعيش الجزائر اليوم واحدة من أصعب فتراتها، حيث تتشابك الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في مشهد معقد يبدو أن الحلول التقليدية قد عجزت عن فكّ شفراته.
تعالت أصوات اليأس من أن أي مبادرة أو إصلاح سياسي يمكن أن تنتشل البلاد من واقعها الصعب، مما دفع البعض إلى الاعتقاد بأن الخلاص لم يعد بيد البشر، بل بيد الله وحده.
الجزائر، اليوم، تجد نفسها عالقة في حلقة مفرغة من الفساد وسوء الإدارة. وعلى الرغم من أن الاحتجاجات الشعبية والحراك المدني في السنوات الأخيرة أظهرت رغبة جماهيرية في التغيير، فإن غياب رؤية واضحة وحلول مستدامة جعل الكثيرين يفقدون الأمل في الإصلاح السياسي.
فهل يكفي الدعاء وحده لتجاوز هذه المحنة؟ إن الإيمان بقدرة الله على التغيير يعكس عمق ارتباط الشعب الجزائري بقيمه الدينية، ولكنه في الوقت نفسه يبرز غياب الثقة في النظام الحاكم الذي أخفق في تقديم حلول جذرية. فهل يمكن للجزائريين أن يجدوا طريقًا يجمع بين الإيمان والعمل، بين الدعاء والفعل، لإعادة بناء وطنهم؟
الجزائر ليست بحاجة فقط إلى معجزة، بل إلى إرادة جماعية تُترجم إلى خطوات عملية لإعادة صياغة مستقبلها بعيدًا عن الشياطين التي ترمز إلى الفساد والانقسام. إن الإيمان قوة، لكنه يجب أن يكون دافعًا للعمل، لا بديلاً عنه.