سياق زيارة الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي إلى المغرب
الدار/ خاص
في سياق تعزيز العلاقات الثنائية والشراكة الاستراتيجية بين المملكة المغربية ومجلس التعاون لدول الخليج العربية، كانت العاصمة الرياض شهدت يوم الأحد 3 مارس 2024 انعقاد اجتماع رفيع المستوى جمع ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، مع وزراء خارجية دول المجلس، بحضور جاسم محمد عبد الله البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية.
تأتي زيارة جاسم محمد عبد الله البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية يوم امس إلى المغرب واستقباله من طرف ناصر بوريطة، في وقت بالغ الأهمية، حيث تم تجديد الثقة بالسيد جاسم البديوي من قبل المجلس الأعلى لدول الخليج العربية، بتعيينه أميناً عاماً للمجلس لمدة ثلاث سنوات أخرى. وتعكس هذه الثقة استمرار الدور الفاعل لمجلس التعاون في تعزيز علاقاته مع الدول العربية الشقيقة وفي مقدمتها المملكة المغربية.
تتمتع المملكة المغربية بعلاقات متميزة مع مجلس التعاون الخليجي منذ عام 2011، حيث تشكلت شراكة استراتيجية في العديد من المجالات السياسية والتنموية والاقتصادية والثقافية. وقد شهدت هذه الشراكة لحظات بارزة، كان أبرزها القمة المغربية – الخليجية التي عقدت في الرياض بتاريخ 20 أبريل 2016 بمشاركة صاحب الجلالة الملك محمد السادس.
في هذا السياق، أكد الاجتماع الخليجي – المغربي على أهمية التعاون المستمر بين الجانبين، مشدداً على تطلعهما إلى الارتقاء بهذه الشراكة إلى آفاق أرحب بما يخدم مصالح شعوب المنطقة. كما تم التأكيد على ضرورة تعزيز هذا التعاون في مختلف المجالات لتعميق الروابط بين المملكة ودول الخليج.
على الصعيد الدولي، تتسم مواقف المملكة المغربية ومجلس التعاون لدول الخليج العربية بالتوافق التام في قضايا المنطقة والعالم. يتبنى الطرفان مواقف مشتركة تجاه قضايا الأمن والاستقرار في المنطقة العربية، ويعبران عن تمسكهما بسيادة الدول ووحدتها الترابية. في هذا الإطار، تحظى قضية الصحراء المغربية بدعم ثابت من قبل مجلس التعاون الخليجي، حيث أكد المجلس على موقفه الثابت والمستمر الداعم لمغربية الصحراء. هذا الدعم ظهر بوضوح في البيان الختامي لدورة المجلس الأعلى الخامسة والأربعين في 1 ديسمبر 2023، حيث أشاد بالمواقف الثابتة للمجلس في الحفاظ على أمن المملكة المغربية ووحدة أراضيها.
من جهة أخرى، تم اتخاذ خطوات ملموسة لتعزيز هذه الشراكة، حيث بادرت كل من دولة الإمارات والبحرين إلى فتح قنصليات لها في الأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية، وتحديداً في مدينة العيون، في خطوة تبرز دعم هذه الدول لسيادة المغرب على صحرائه. من المتوقع أن تحذو باقي دول المجلس حذوهما في المستقبل القريب.
وتعكس هذه الزيارة واللقاءات الثنائية بين المغرب ودول مجلس التعاون الخليجي التزام الطرفين بتعميق التعاون الاستراتيجي وتعزيز مواقفهما المشتركة على الصعيدين الإقليمي والدولي، بما يخدم مصالح شعوب المنطقة ويعزز استقرارها.