بعد ثمانية أشهر من الجمود السياسي.. بارت دي فيفر وزير أول في بلجيكا
الدار/ تقارير
شهدت بلجيكا تحولًا سياسيًا كبيرًا بتولي بارت دي فيفر منصب رئيس الوزراء. بعد ثمانية أشهر من الجمود السياسي، أدى دي فيفر اليمين الدستورية أمام ملك بلجيكا، فيليب، ليضع حدًا للأزمة الحكومية التي أصابت البلاد. وهذا التعيين يعد بداية مرحلة جديدة في السياسة البلجيكية، حيث يتولى دي فيفر، الزعيم الفلامندي المعروف بآرائه المثيرة للجدل، قيادة الحكومة.
بارت دي فيفر هو قائد حزب N-VA (التحالف الجديد الفلامندي)، وهو حزب يسعى للاستقلال الفلامندي عن باقي بلجيكا. يتمحور خطابه السياسي حول تعزيز الهوية الفلامندية، وقد سبق له أن دعا إلى تقسيم بلجيكا إلى دولتين مستقلتين. يعتبر وصوله إلى رئاسة الحكومة خطوة هامة نحو تحقيق هذا الطموح، وهو ما قد يعيد تشكيل خريطة بلجيكا السياسية والاجتماعية في السنوات المقبلة.
إلى جانب مواقفه الاستقلالية، يشتهر دي فيفر بمعارضته الشديدة للظاهرة الثقافية “الويك” التي تنتشر في الغرب، والتي يرى فيها تهديدًا للقيم التقليدية. وهو يعتقد أن هذه الثقافة تشكل تهديدًا للمبادئ الأساسية للمجتمعات الأوروبية، ويدعو إلى إعادة التوازن بين الحداثة والتمسك بالقيم التقليدية. في وقت تشهد فيه بلجيكا زيادة في التأثيرات اليسارية، يعتبر معارضته لهذه الظاهرة عنصرًا أساسيًا في شعبيته لدى شريحة واسعة من المجتمع البلجيكي.
مرت بلجيكا بأزمة سياسية طويلة، حيث كانت تواجه صعوبة في تشكيل حكومة جديدة. وبعد أشهر من المفاوضات، تم اختيار بارت دي فيفر ليكون الخيار الذي يرضي جميع الأطراف السياسية، وهو ما يسلط الضوء على التوترات بين الفلامنديين والفرانكوفونيين في البلاد. وبالنظر إلى الوضع السياسي المعقد، فإن تولي دي فيفر هذا المنصب يمثل خطوة نحو إعادة تشكيل السياسة البلجيكية، مع تركيز خاص على اللامركزية وإدارة الاختلافات الثقافية واللغوية في البلاد.