أخبار الدارسلايدر

المقامرة الخطيرة والتحذير الأمريكي: كيف تحاول الجزائر إشعال المنطقة بتسليح البوليساريو؟

الدار/ تحليل

في خطوة مستفزة تكشف نوايا الجزائر الحقيقية تجاه استقرار المنطقة، ألمح الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون خلال مقابلة مع صحيفة لوبينيون الفرنسية إلى إمكانية تسليح جبهة البوليساريو، في تهديد مباشر للأمن الإقليمي وضرب عرض الحائط بالجهود الدولية لحل النزاع سلميًا.

لم تمر هذه التصريحات الخطيرة دون رد، حيث تلقى رئيس أركان الجيش الجزائري السعيد شنقريحة مكالمة هاتفية من رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، الجنرال تشارلز براون، الذي لم يتردد في تحذير الجزائر من مغبة أي تصعيد عسكري غير محسوب العواقب.

تصريحات تبون تعكس حالة التخبط والارتباك داخل النظام الجزائري، الذي يواجه أزمة سياسية واقتصادية خانقة ويحاول تصدير مشاكله الداخلية عبر خلق أجواء التوتر مع المغرب. لكن اللجوء إلى التصعيد العسكري، خصوصًا عبر تسليح جماعة انفصالية، لن يكون سوى مقامرة يائسة ستجلب للجزائر مزيدًا من العزلة الدولية والعقوبات المحتملة.

تحذير واشنطن عبر الجنرال براون يعكس رفضًا أمريكيًا قاطعًا لأي تغيير في الوضع القائم بالقوة. فالإدارة الأمريكية تدعم مبادرة الحكم الذاتي المغربية كحل واقعي للنزاع، ولن تسمح لنظام شنقريحة-تبون بزعزعة الاستقرار عبر مغامرات عسكرية طائشة.

في المقابل، يواصل المغرب تعزيز مواقفه دبلوماسيًا وعسكريًا، حيث نجح في استقطاب دعم دولي واسع لمبادرة الحكم الذاتي، فيما تتوالى الاعترافات بمغربية الصحراء، مما يضع الجزائر في عزلة غير مسبوقة.

محاولة النظام الجزائري اللعب بالنار عبر تسليح البوليساريو لن تمر دون تبعات. فإضافة إلى المخاطر العسكرية، قد يجد النظام نفسه تحت ضغط عقوبات أمريكية ودولية، خاصة أن دعم الجماعات الانفصالية بالسلاح قد يصنف الجزائر كدولة راعية للإرهاب.

إذا استمر تبون وشنقريحة في هذا النهج العدواني، فإن الجزائر لن تجد نفسها فقط في مواجهة المغرب وحلفائه، بل أيضًا أمام عزلة دولية وضغوط اقتصادية قد تعجل بانفجار داخلي غير مسبوق.

على الجزائر أن تعي أن زمن الحرب بالوكالة والمغامرات العسكرية قد ولى، وأن الحل الوحيد للنزاع هو الحوار تحت مظلة الأمم المتحدة، وليس تصدير الأسلحة والمشاكل. أما إذا استمرت في استفزاز المغرب ودعم جماعة انفصالية بالسلاح، فعليها أن تكون مستعدة لدفع الثمن باهظًا، سياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا.

زر الذهاب إلى الأعلى