أخبار الدارأخبار دوليةسلايدر

كيف كذب القنصل الإسرائيلي حملة التضليل وترويج شائعات استقبال المغرب لسكان غزة

كيف كذب القنصل الإسرائيلي حملة التضليل وترويج شائعات استقبال المغرب لسكان غزة

الدار/ خاص

في عالم مليء بالمعلومات المضللة والشائعات التي تنتشر بسرعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أصبح من الضروري التدقيق في مصادر الأخبار والتأكد من مصداقيتها. ومن بين الشائعات التي ظهرت مؤخرًا، تلك التي تتحدث عن استعداد المغرب لاستقبال سكان قطاع غزة في إطار خطة أمريكية لإعادة توطينهم.

هذه الادعاءات، التي لاقت انتشارًا واسعًا في وسائل الإعلام المختلفة، دفعت القنصل الاسرائيلي المعني بالفيديو الذي استخدم في الحملة إلى نشر توضيح رسمي للرد على ما تم تداوله.

لقد انتشرت مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر فيها، اسرائيل بشار، القنصل العام لإسرائيل في جنوب غرب المحيط الهادئ بزعم ان المغرب سيكون أحد الوجهات المقترحة لاستقبال لاجئي غزة. الفيديو تضمن تصريح غير واضح، ما استغله أعداء المغرب لإعطاء هذه الشائعات طابعًا من المصداقية.

وبحسب هذه الادعاءات، كان هناك حديث عن خطة أمريكية لإعادة توطين سكان غزة في دول عدة، من بينها المغرب.

لقد تم تداول هذا الفيديو على نطاق واسع من قبل أطراف معادية للمملكة، حيث استُخدم كأداة لتشويه صورة المغرب، وهو ما أثار جدلاً واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي. وكان الهدف من هذه الحملة هو إثارة القلق والتشويش حول مواقف المغرب في قضايا الهجرة واللاجئين والقضية الفلسطينية، والتي كانت ولا تزال محورًا اساسياً في السياسة الخارجية للمملكة المغربية.

ومع انتشار هذه الإشاعات، كان من المتوقع أن يتحرك من ظهر في الفيديو لتوضيح الحقائق. وفي خطوة سريعة وفعالة، خرج القنصل الاسرائيلي بتوضيح عبر منصة “إكس” (تويتر سابقًا) ليفند المنسوبة إليه، ويؤكد أن الفيديو المتداول كان مبنيًا على تفسير خاطئ تمامًا. وأوضح القنصل أن الحديث الذي تم تداوله لم يتضمن أي تصريحات تفيد بأن المغرب سيستقبل سكان غزة، وأن هذه الشائعات لا تمت للحقيقة بصلة.

إلى جانب ذلك، أعرب القنصل عن أسفه لإساءة تفسير تصريحاته، مشيرًا إلى أن هذا النوع من الأخبار الزائفة يمكن أن يؤدي إلى فهم خاطئ لدى الرأي العام. وتحت هذا الضوء، تبين أن هذه الشائعات لم تكن سوى محض أكاذيب تهدف إلى استهداف المغرب بشكل غير مبرر.

إن المغرب لطالما كان معروفًا بمواقفه الثابتة والإنسانية تجاه القضايا الدولية، خاصة تلك المتعلقة باللاجئين. ففي قضية فلسطين بشكل خاص، كان للمغرب دائمًا موقف داعم للشعب الفلسطيني في نضاله من أجل حقوقه المشروعة. المملكة المغربية لم تتوانَ في تقديم الدعم الإنساني لقطاع غزة، وكان ذلك جليًا في مساعدات إنسانية عاجلة تم إرسالها عبر الأمم المتحدة والهيئات الدولية المعنية.

ومع هذا التوضيح من القنصل الاسرائيلي، أصبح من الواضح أن المغرب لا يخطط لاستقبال سكان غزة في إطار أي خطة لإعادة توطينهم. فالمملكة، بقيادة الملك محمد السادس، تواصل دعمها للقضية الفلسطينية في إطار الحلول السياسية العادلة والمستدامة، والتي تقوم على أساس الشرعية الدولية.

هذه الحملة الدعائية ضد المغرب ليست الأولى من نوعها، حيث لطالما كانت المملكة هدفًا لعدد من الشائعات والأخبار المغلوطة التي تهدف إلى تشويه سمعتها في الساحة الدولية. والمثير في الأمر أن هذه الشائعات غالبًا ما تنتشر بشكل سريع عبر منصات التواصل الاجتماعي، عبر الطرف المعادي للمغرب.

لكن على الرغم من هذه الحملة المضللة، أظهرت الاستجابة السريعة للقنصل الاسرائيلي قدرة على مواجهة حملات تغليط الرأي العام مثل هذه القضايا بفاعلية.

إن المغرب، بموقفه الثابت من قضايا الهجرة واللاجئين وقضية فلسطين، يؤكد دائمًا على ضرورة احترام القوانين الدولية ومبادئ حقوق الإنسان. وبالتالي، فإن سياسة المملكة في هذا السياق تتسم بالحذر والاعتدال، مع التأكيد على أهمية الحلول السياسية القائمة على التعاون الدولي لتحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة.

وفي خضم التضليل الإعلامي الذي يرافق العديد من القضايا، يبقى التحقق من المعلومات أمرًا أساسيًا للحفاظ على المصداقية والشفافية. وفي هذا السياق، جاء التوضيح الرسمي للقنصل الاسرائيلي ليُزيل أي لبس حول شائعة استقبال المغرب لسكان غزة، ويثبت أن هذه الادعاءات لم تكن سوى محض إشاعات لا أساس لها من الصحة. يبقى المغرب ملتزمًا بتقديم الدعم الإنساني للقضية الفلسطينية، لكن دون الانجرار وراء محاولات تشويه صورته أو التأثير على سياساته الوطنية والدولية.

زر الذهاب إلى الأعلى