![](https://aldar.ma/wp-content/uploads/2025/02/613d59bb-bcae-4d3b-aa78-dbef6aaefadf-780x470.jpeg)
الدار/ خاص
في إطار تعزيز العلاقات الثنائية بين المغرب والعراق، قام السيد فؤاد حسين، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير خارجية جمهورية العراق، بزيارة رسمية إلى المملكة المغربية بدعوة من نظيره السيد ناصر بوريطة. وخلال هذه الزيارة، التي امتدت من 5 إلى 8 فبراير 2025، أجرى المسؤول العراقي لقاءات مع عدد من المسؤولين المغاربة، من بينهم رئيس مجلس النواب ووزيرة الاقتصاد والمالية، حيث تم بحث سبل تطوير التعاون بين البلدين في مختلف المجالات.
شهدت المشاورات بين وزيري خارجية البلدين إشادة بعمق العلاقات الأخوية والتاريخية التي تجمع المغرب والعراق، مع التأكيد على أهمية توسيع آفاق التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري. واتفق الطرفان على ضرورة اتخاذ خطوات عملية لتفعيل هذا التعاون عبر آليات عمل مشتركة، بما في ذلك انعقاد الدورة الـ11 للجنة المغربية-العراقية المشتركة في بغداد في أقرب وقت ممكن. كما رحّب العراق بإعادة فتح السفارة المغربية في بغداد، معتبرًا أن هذه الخطوة ستعزز العلاقات الثنائية بين البلدين.
على المستوى السياسي، جدّد العراق موقفه الداعم للوحدة الترابية للمملكة المغربية، مشيدًا بالزخم الدولي المتزايد لمبادرة الحكم الذاتي كحل لقضية الصحراء. كما تم التوقيع على مذكرة تفاهم للإعفاء المتبادل من تأشيرات الدخول لحملة جوازات السفر الدبلوماسية، مما يعكس رغبة البلدين في تسهيل التعاون والتنسيق المستقبلي.
وفيما يتعلق بالقضايا الإقليمية والدولية، أكد الوزيران أهمية احترام سيادة الدول العربية ووحدة أراضيها، مشددين على ضرورة منع التدخلات الخارجية. كما تباحثا حول مستجدات القضية الفلسطينية، حيث جددا التأكيد على دعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، بما في ذلك إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وفق قرارات الشرعية الدولية. وأعرب الطرفان عن رفضهما للدعوات الرامية إلى تهجير سكان غزة والضفة الغربية، واعتبراها انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي.
كما ثمن وزير الخارجية العراقي الدور الريادي لصاحب الجلالة الملك محمد السادس في دعم القضية الفلسطينية، ولا سيما الجهود التي تبذلها لجنة القدس ووكالة بيت مال القدس الشريف في تقديم الدعم للمقدسيين. وأشاد بمبادرات المغرب لتعزيز الأمن والاستقرار في القارة الإفريقية، وتوطيد الشراكة بين الدول الإفريقية ومختلف الفاعلين الدوليين.
من جانبها، أثنت المملكة المغربية على الجهود التي يبذلها العراق في تحقيق الاستقرار الإقليمي، ومساعداته الإنسانية لكل من الشعبين الفلسطيني واللبناني. كما باركت رئاسة العراق لمجموعة الـ77 والصين، واختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية لعام 2025، في خطوة تعكس المكانة المتزايدة للعراق على الساحة الإقليمية والدولية.
تأتي هذه الزيارة في سياق ديناميكية جديدة تهدف إلى تفعيل التعاون بين البلدين الشقيقين، وتعزيز التنسيق المشترك في القضايا ذات الاهتمام المشترك، بما يرسّخ أسس شراكة استراتيجية مبنية على المصالح المتبادلة والتطلعات المشتركة نحو مستقبل أكثر استقرارًا وازدهارًا.