فن وثقافة

نتفليكس تخسر “فريندز” والجمهور يهدد بإلغاء الاشتراك

فوجئ الجمهور قبل أيام بإعلان شبكة نتفليكس أن المسلسل الكوميدي الشهير "فريندز" (Friends) لن يكون متاحا للمشاهدة عبر شاشتها بداية من ربيع 2020، بسبب انتقاله إلى منصة البث الحصرية الجديدة "أتش بي أو ماكس" (HBO Max) التي أعلنت شركة "وارنر ميديا" الثلاثاء الماضي عن نية إطلاقها الربيع المقبل، على أن تتضمن حوالي عشرة آلاف ساعة من المحتوى والكثير من الأعمال الأصلية المخصصة للعرض خلالها.

ضربتان في الرأس
أتى هذا الإعلان في أعقاب خسارة أخرى لأحد مسلسلات "السيت كوم" الرئيسية والأكثر شعبية والذي طالما تميزت به نتفليكس واحتل المرتبة رقم واحد لديها، وهو مسلسل "المكتب" (The Office) الذي أعلنت نتفليكس قبل أسبوعين عودته إلى منصته الأصلية "أن بي سي" (NBC) خلال عام 2021.

ومع أن التفاصيل المادية لم تعلن رسميا بعد، فإن بعض المصادر أفصحت أن العقد الجديد للمسلسل والذي من شأنه أن يستمر لخمس سنوات قدرت قيمته بحوالي خمسمئة مليون دولار، وكانت نتفليكس قد دفعت مئة مليون فقط لعرضه على شاشتها الوقت الحالي.

أما ما يخص مسلسل "فريندز" -ووفقا لما نشرته مجلة "هوليود ريبورتر"- فإن نتفليكس قد خسرته بعد حرب مشتعلة خاضتها أمام "وارنر ميديا" إذ وافقت الأخيرة على دفع 85 مليون دولار سنويا لمدة خمس سنوات (أي بإجمالي 425 مليونا عن 236 حلقة) من أجل استقطاب العرض عبر شاشتها الجديدة.

وهو ما لم تستطع نتفليكس مجاراته خاصة بعد إنفاقها ما يتراوح بين ثمانين ومئة مليون دولار للحفاظ على المسلسل على شاشتها خلال عام 2019 فقط. 

الجمهور يعلن الحرب
ومع أن مسلسل "فريندز" هو أحد مسلسلات التسعينيات، مما يعني أن جمهوره على الأغلب قد شاهد حلقاته مرارا وتكرارا، إلا أنه بمجرد إعلان نتفليكس عن الخبر رسميا عبر "تويتر" ما كان من الجمهور سوى أخذ الأمور على محمل شخصي، وشن الحرب والتهديد بإلغاء الاشتراك الشهري الخاص بهم والبحث عن منصة بث بديلة توفر لهم المسلسل ذاته. 

وهو ما ظهر بوضوح عبر تغريدات كثيرة تداولها أصحابها على مواقع التواصل، وجاءت ردود الأفعال والمشاعر الكامنة خلف كلماتها متنوعة بين الغضب والخذلان والتهديد بالرحيل. أما الساخر منها فاستغل لقطات من مسلسل "فريندز" نفسه للتعبير عن حالة الاستياء التي خيمت على محبي العمل الأوفياء.

حسن إدارة أم لا مبالاة؟
بالرغم من أن المسلسلين"المكتب، فريندز" قد توقفا عن إنتاج مواسم جديدة منذ سنوات، فإنه وفقا لدراسة شركة نيلسون الفترة ما بين 2017-2018، وجد أن العملين الأكثر مشاهدة على نتفليكس، بمعدل 45.8 مليار دقيقة قضاها الجمهور بمشاهدة "المكتب" و 31.8 مليار دقيقة لصالح "فريندز" مما يعني أنه بحلول عام 2021 واختفاء العملين عن المنصة لن تلبث أن تخسر نتفليكس اثنين من أكبر المسلسلات التي طالما عرضت على شاشتها.

الملاحظ أنه -ومع كل ردود أفعال الجمهور السلبية وتهديداتهم بإلغاء الاشتراك- لم تتأثر نتفليكس، وحسب ما ذكر على موقع "فارايتي" فإن نتفليكس تنوي إنفاق 15 مليار دولار على محتواها هذا العام، بفارق 12 مليار دولار عن المبلغ الذي أنفقته خلال عام 2018.

إذ يبدو أن تزايد أعداد منصات البث سيجعل كل منصة تزيد من الإنفاق على إنتاج الأعمال الأصلية بدلا من شراء حقوق عرض أعمال أخرى تحسبا لمطالبة الشركات بعودة الأعمال إليها مرة أخرى خاصة مع شراسة المنافسة، وما تتطلبه من ميزانية إنفاق ضخمة.

وإن كان ذلك لا ينفي حقيقة كون نجاح كافة المنصات يعتمد أيضا على إعادة عرض المسلسلات غير الأصلية، فوفقا للإحصائيات شكلت العروض غير الأصلية أكثر من 70% من المدة الزمنية التي قضاها الجمهور أمام منصة نتفليكس بالولايات المتحدة وحدها خلال التسعة أشهر الماضية فقط، فهل يُمكن تحقيق التوازن بين الأعمال الأصلية وغير الأصلية أم أن ذلك يحتاج ميزانية أقرب للمستحيل؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

16 − سبعة =

زر الذهاب إلى الأعلى