أخبار الدارأخبار دوليةسلايدر

النظام الجزائري.. تحولات السياسة الروسية من حليف إلى خصم في مواجهة الساحل الإفريقي

النظام الجزائري.. تحولات السياسة الروسية من حليف إلى خصم في مواجهة الساحل الإفريقي

الدار/ تحليل

في تطور سياسي مفاجئ، شهدت العلاقات بين روسيا ودول الساحل الإفريقي تحولًا كبيرًا، حيث جرت قمة رباعية في موسكو يوم الخميس 3 أبريل 2025، بين روسيا ووفود من دول الساحل الإفريقي.

هذا اللقاء الوزاري كان بمثابة نقطة فاصلة، إذ خرجت منه رسائل واضحة حول نوايا روسيا تجاه المنطقة، والتي أثارت العديد من التساؤلات حول مستقبل تحالفات القوى الكبرى في المنطقة.

في هذا الاجتماع، الذي جمع روسيا مع دول مثل مالي وبوركينا فاسو والنيجر، تم التأكيد على استعداد موسكو لتقديم الدعم السياسي والأمني لدول الساحل الإفريقي. حيث أعرب وزير الخارجية الروسي عن استعداد بلاده للمساهمة في بناء مسار سياسي مستقل لهذه الدول، مع العمل على تشكيل بنية أمنية إقليمية جديدة تُعتمد على القوات الخاصة الروسية.

هذا التصريح يعكس تحوّلًا ملموسًا في السياسة الروسية تجاه المنطقة التي كانت في وقت سابق تعتبر النظام الجزائري حليفًا وثيقًا، مما يثير العديد من التساؤلات حول أبعاد هذا التغيير ودوافعه. فبينما كانت موسكو تؤيد الجزائر في الماضي في مواجهة التحديات السياسية والأمنية، يبدو أن أولوياتها قد تغيرت، مع توجه واضح نحو دعم تحالف دول الساحل الإفريقي.

الأمر الذي يطرح تساؤلات عدة عن مصير التحالفات الإقليمية في ظل هذه المتغيرات، وما إذا كان النظام الجزائري سيظل قادرًا على الحفاظ على علاقاته الوثيقة مع موسكو، خاصة في ظل تزايد التنافس على النفوذ في منطقة الساحل الإفريقي التي تعيش حالة من الاضطراب السياسي والأمني.

يبدو أن السياسة الروسية بدأت تتحرك في مسارات متعددة، إذ تسعى موسكو إلى تعزيز نفوذها في إفريقيا عبر دعم الأنظمة التي تتوافق مع مصالحها الأمنية والاستراتيجية، ما يجعل الجزائر تتراجع تدريجيًا في سلم الأولويات الروسية لصالح دول الساحل التي تُعتبر اليوم في حاجة ملحة إلى الدعم العسكري والسياسي.

ما هو واضح أن روسيا تسعى لتوسيع نطاق تأثيرها في المنطقة، وهو ما قد يؤدي إلى تصاعد التوترات بين القوى الإقليمية التي تسعى كل واحدة منها إلى الحفاظ على مكانتها ضمن توازنات القوى الدولية المتغيرة.

زر الذهاب إلى الأعلى