
الدار/ تحليل
في زمن تتعدد فيه الحسابات وتتشابك فيه المصالح، يبرز موقف جمهورية مالاوي كوقفة شجاعة تجسد نبل الموقف ووضوح الرؤية. حين تُعلي هذه الدولة الإفريقية صوتها دعمًا للوحدة الترابية للمغرب، فإنها لا تمارس مجرد تضامن دبلوماسي، بل تعبر عن وعي سياسي متقدم، يتجاوز الشعارات نحو الفعل الملتزم والواعي.
في مواجهة كيان مفتعل وُظف لسنوات كورقة ضغط داخل القارة، اختارت مالاوي الاصطفاف إلى جانب الحقيقة، رافضة التماهي مع أطروحات تقودها قوى لم يعد يربطها بمصالح إفريقيا سوى أوهام الهيمنة وأجندات خارج السياق القاري، مثل جنوب إفريقيا.
إن موقف مالاوي يبعث برسالة قوية مفادها أن إفريقيا بدأت تعيد ترتيب أوراقها، وتراجع تموضعها في ملفات حساسة، حيث لم يعد مقبولًا أن تُستعمل قضايا القارة كورقة للتجاذب السياسي أو وسيلة لتصفية حسابات ضيقة.
وبذلك، فإن مالاوي، من خلال هذا الموقف الواضح، لا تنحاز فقط إلى المغرب، بل تنتصر لمستقبل إفريقي متحرر من الوصاية ومبني على التفاهم والوحدة واحترام السيادة.