سلايدرمال وأعمال

المغرب يتربع على عرش صناعة السيارات الأقل تكلفة في العالم

الدار/ خاص

في إنجاز صناعي لافت يعكس التحول الاقتصادي العميق الذي يشهده المغرب، تصدرت المملكة قائمة الدول الأقل تكلفة في مجال صناعة السيارات على الصعيد العالمي. ووفقاً لدراسة تحليلية حديثة شملت أكثر من 250 مصنعاً حول العالم، بلغت كلفة إنتاج السيارة الواحدة في المغرب حوالي 106 دولارات فقط، وهي كلفة غير مسبوقة في القطاع، ما يمنح البلاد ميزة تنافسية قوية على الساحة الدولية.

هذا التفوق لم يأتِ من فراغ، بل هو نتيجة استراتيجية صناعية طويلة الأمد تبنتها المملكة، تقوم على جذب الاستثمارات الأجنبية، وتطوير البنية التحتية، وتكوين اليد العاملة المؤهلة. فالمغرب اليوم أصبح مركزاً صناعياً إقليمياً بامتياز، يحتضن كبرى شركات السيارات العالمية، مثل “رونو” و”بيجو” و”ستيلانتيس”، التي وجدت فيه بيئة إنتاجية فعّالة ومنخفضة التكلفة.

ما يميز المغرب عن غيره من الأسواق التقليدية في هذا المجال، هو قدرته على تقديم جودة عالية بتكلفة منخفضة، متفوقاً بذلك على دول معروفة تاريخياً في مجال التصنيع مثل رومانيا التي تبلغ تكلفة السيارة فيها نحو 273 دولاراً، والمكسيك (305 دولارات)، وتركيا (414 دولاراً)، بل وحتى الصين، التي تُعد أكبر مصنع في العالم، حيث تصل تكلفة التصنيع إلى حوالي 597 دولاراً.

ويرى خبراء اقتصاديون أن هذه الأرقام تعزز من مكانة المغرب كمحور صناعي في شمال إفريقيا، وتفتح أمامه آفاقاً واسعة لتعزيز صادراته، وخلق مزيد من فرص الشغل، ودعم التنمية الاقتصادية المحلية. كما تؤكد هذه المؤشرات نجاح النموذج الصناعي المغربي، الذي يراهن على التنافسية والابتكار والتكامل مع الأسواق الدولية.

بهذا الأداء القوي، يخطو المغرب بثبات نحو ترسيخ مكانته كفاعل رئيسي في سلاسل القيمة العالمية لصناعة السيارات، ليس فقط من حيث التكلفة، بل أيضاً من حيث الجودة والقدرة على التكيف مع متطلبات السوق العالمية المتغيرة باستمرار.

زر الذهاب إلى الأعلى