
اختار حسام عثماني أن يحول شغفه برياضة بناء الأجسام واللياقة البدنية إلى مشروع يفتح أمامه آفاقا واعدة، ويتيح للشباب في مدينته ، سيدي سليمان، فرصة ممارسة الرياضة في فضاء ملائم.
لم تكن فكرة إنشاء الصالة الرياضية، التي يشرف عليها الشاب الرياضي البالغ من العمر 25 عاما، محض صدفة، بل نتيجة لتخطيط ومثابرة وعمل دؤوب، وبدعم من برنامج “تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب”، في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وتشكل فئة الشباب إحدى أهدافها الرئيسية بغية إدماجهم في مسلسل التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
يقول حسام، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن الحماس الذي لمسه لدى شباب المدينة لممارسة الرياضة شكل حافزا كبيرا لاختياره فكرة إحداث قاعة لرياضة بناء الأجسام، شجعه، على ذلك، الصدى الإيجابي والأثر الملموس الذي تحدثه برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، لاسيما في صفوف بعض من أصدقائه الذين استفادوا من برامج هذا الورش الملكي الرائد.
ويحكي مختلف المراحل التي قطعها ليرى مشروعه النور، مشيرا، في هذا الصدد، إلى أن التوجيه والتأطير التقني، وكذا المواكبة القبلية والبعدية التي حظي بها من طرف المتخصصين في المركز المغربي للإبداع والمقاولة الاجتماعية، في إطار برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية عبر (منصة الشباب)، مكنته من رفع هذا التحدي ومجابهة الصعاب وتذليلها.
وأوضح، في هذا الإطار، أن الدورات التكوينية وورشات العمل التي استفاد منها مكنته من التعرف على مختلف مراحل بناء مشروع، من دراسة الجدوى والتمويل، إلى آليات التسويق الذكية، وهو ما أتاح له تملك المؤهلات والمهارات اللازمة لولوج سوق الشغل.
في صالته الرياضية، يمارس مجموعة من الشباب تمارين اللياقة البدنية، تحت إشراف مباشر من حسام، الذي لا يقتصر دوره على التسيير فقط، بل يشاركهم التمارين ولا يدخر جهدا في توجيههم وتشجيعهم على تبني نمط حياة صحي، فهو يتوخى من خلال مشروعه أيضا حث شباب المدينة على إشاعة ثقافة ممارسة الرياضة.
وبالنسبة لحسام، فإن مشروعه ليس مجرد وسيلة لتحقيق طموح شخصي، بقدر ما يجسد فكرة ذات بعد سوسيو- اقتصادي ملموس، حيث أسهم في توفير فرص شغل مباشرة لفائدة أربعة من الشباب من الجنسين، وهو ما يعكس روح ريادة الأعمال من خلال الإسهام في النهوض والتمكين الاقتصادي للشباب في سيدي سليمان.
وكشف أن الكلفة الإجمالية لمشروعه بلغت 300 ألف درهم، ساهمت فيها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بمبلغ 100 ألف درهم، وهو الحد الأقصى في برنامج “تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب” في فئة “الإدماج الاقتصادي للشباب” الموجه للأفراد، بينما ساهم حسام ب200 ألف درهم.
وانطلاقا من تجربته الخاصة التي امتدت لأكثر من سنة ونصف، يحث حسام الشباب على الانخراط في البرامج التي تتيحها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لإحداث مشاريعهم، مسجلا ، في هذا الاتجاه، الأهمية القصوى التي يكتسيها حرص كل شاب على أن تكون فكرة مشروعه مدروسة بعناية فائقة، وقابلة للتنفيذ، وأن يتحلى، قبل هذا وذاك، بإرادة قوية للاستمرارية، وضمان استدامة مشروعه.
ولا يخفي الشاب، الذي تفصله أيام معدودة فقط عن التخرج من سلك الماستر تخصص القانون، أنه يحدوه طموح كبير لتوسيع وتطوير مشروعه مستقبلا، ليكون له الأثر الإيجابي على نمط حياة الأفراد داخل مجتمعه، مشددا على أنه ومن أجل بلوغ هذا المبتغى، هناك حاجة ملحة لمواصلة البرامج التي تدعم ريادة الأعمال والدورات التكوينية المواكبة للشباب المقاول.
المصدر: الدار– وم ع