أخبار الدارسلايدر

“أوراكل” الأمريكية تختار الدار البيضاء لاحتضان مركزها الجديد للبحث والتطوير

“أوراكل” الأمريكية تختار الدار البيضاء لاحتضان مركزها الجديد للبحث والتطوير

الدار/ خاص

في مؤشر جديد على ثقة كبريات الشركات التكنولوجية العالمية في موقع المغرب الجيو-اقتصادي وكفاءاته البشرية، أعلنت شركة “أوراكل” (Oracle) الأميركية العملاقة تدشين مركز بحث وتطوير (R&D) حديث في مدينة الدار البيضاء، ليكون منصة إقليمية متقدمة في مجال الابتكار الرقمي، وتطوير حلول قائمة على الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي.

وحسب ما كشفته الشركة، فإن هذا المركز الجديد سيُوظف تدريجيًا ما يصل إلى 1000 مهندس وفني مغربي بحلول عام 2027، في إطار رؤية طويلة الأمد تهدف إلى جعل المغرب قاعدة استراتيجية لدعم التحول الرقمي لعملاء “أوراكل” عبر العالم.

يمثل هذا المشروع نقلة نوعية في الحضور التكنولوجي للمغرب، إذ تراهن “أوراكل” على الكفاءات الوطنية المؤهلة التي تزخر بها البلاد، لا سيما خريجي مدارس الهندسة والجامعات التقنية، والذين أثبتوا حضورهم في كبريات شركات البرمجيات والتكنولوجيا في أوروبا وأمريكا الشمالية.

وسيشكل المركز منصة لتطوير برمجيات وحلول سحابية مبتكرة تعتمد على منظومة Oracle Cloud، إلى جانب تقنيات الذكاء الاصطناعي، وتحليل البيانات، والأمن السيبراني، وهي تقنيات تُعد اليوم في صلب الثورة الصناعية الرابعة التي يشهدها العالم.

اختيار المغرب، وتحديدًا الدار البيضاء، من قبل “أوراكل”، لا يأتي من فراغ. فالبلاد أصبحت في السنوات الأخيرة مركز جذب متنامٍ للشركات الرقمية، بفضل استقرارها السياسي والاقتصادي، وبنيتها التحتية المتقدمة، وموقعها الجغرافي الاستراتيجي الذي يربط بين أوروبا وإفريقيا جنوب الصحراء.

وتُعد الدار البيضاء اليوم العاصمة الاقتصادية للمملكة، وتحتضن مجموعة من أكبر المناطق التكنولوجية والصناعية، مثل “تيكنوبارك” و”كازانير شور”، وهو ما يجعلها بيئة مثالية لاحتضان مشاريع الابتكار.

كما يندرج هذا الاستثمار في سياق رؤية المغرب لتطوير الاقتصاد الرقمي الوطني، وتنويع شراكاته التكنولوجية، وتكوين جيل جديد من المهندسين والتقنيين المؤهلين لقيادة مشاريع التحول الرقمي في المنطقة.

سيُكلَّف الفريق المغربي الذي سيشتغل بالمركز الجديد بمهمة طموحة: ابتكار حلول رقمية قابلة للتطبيق عالميًا، تهم قطاعات متنوعة تشمل التمويل، والرعاية الصحية، والطاقة، والتعليم، وغيرها. وتهدف “أوراكل” إلى جعل المركز مصدرًا لحلول تقنية موجهة لزبنائها حول العالم، في وقت يتسارع فيه التحول نحو الاقتصاد الرقمي الشامل.

وفي تصريح رسمي، أكد ممثلو “أوراكل” أن المغرب “يُمثل بيئة مثالية للابتكار”، مشيرين إلى أن اختيار المملكة يأتي في إطار استراتيجية أوسع تهدف إلى دمقرطة الابتكار ونقله إلى الأسواق الصاعدة.

باختيارها للمغرب لاحتضان هذا المركز المتقدم، تؤكد “أوراكل” ما أصبح حقيقة ثابتة: الكفاءات المغربية لم تعد مجرد موارد محلية، بل باتت فاعلًا دوليًا في مشهد التكنولوجيا العالمي. ومن شأن هذا الاستثمار أن يفتح آفاقًا جديدة أمام الشباب المغربي في مجالات الابتكار، البحث، والريادة الرقمية، كما يعزز طموح المملكة في أن تتحول إلى قطب رقمي إقليمي في السنوات القليلة المقبلة.

زر الذهاب إلى الأعلى