أخبار الدار

فاجعة إجوكاك تكشف عورة الحكومة في تدبير الأزمات

الدار / رشيد عفيف

كثيرة هي الأزمات التي مرت بها حكومة سعد الدين العثماني منذ تعيينها في 7 أبريل 2017. في ظرف وجيز يقل عن سنتين ونصف واجهت هذه الحكومة اختبارات عديدة سياسية واقتصادية وأمنية ثم ملفات ساخنة وفضائح واحتجاجات وكوارث لكنها في كل مرة تظهر قدرا كبيرا من الارتباك والهواية في تدبير المفاجآت التي يمكن أن تواجهها. وقبل يومين وقعت كارثة طبيعية مؤلمة أودت بحياة عدد من المواطنين الذين تعرضوا لانهيار ترابي في منطقة جبلية بإجوكاك. هذه المفاجأة المأساوية أكدت بدورها أن حكومة سعد الدين العثماني تفتقد لأدنى مستويات اللياقة وضبط إجراءات البروتوكول بعد أن تغيب كل المسؤولين الحكوميين عن واجهة هذه الحادثة ولم يكلفوا أنفسهم عناء زيارة موقعها.

وبدأت منتديات التواصل الاجتماعي منذ وقوع الكارثة توجه نقدا لاذعا للحكومة التي لجأت في البداية إلى الصمت ثم بعد ذلك إلى التطرق للموضوع بصفة رسمية على لسان الناطق الرسمي باسم الحكومة، قبل أن يغيب التواصل مجددا ويغيب المسؤولون الحكوميون عن مسرح الكارثة وتلقى مسؤوليات تدبير الأزمة على المسؤولين الترابيين والمنتخبين المحليين. ورغم أن الأمر يتعلق بأرواح مواطنين مغاربة قضوا في هذه الحادثة وربما لا يزال بعضهم في عداد المفقودين إلا أن رد الفعل الحكومي كان دون مستوى المأساة. وفي حين تتناقل الأنباء العالمية باستمرار أحداثا مأساوية يضطر معها المسؤولون والرؤساء إلى قطع رحلاتهم للعودة إلى الوطن والاقتراب من موقع الحدث، ظهر رئيس الحكومة سعد الدين العثماني إلى وزير الثقافة والاتصال محمد الاعرج والوزير المنتدب المكلف بمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة عبد الكريم بنعتيق في لقاء خصص لإطلاق مشروع الجولات المسرحية المخصصة للجاليات المقيمة بالخارج. ونشر رئيس الحكومة صورته في اللقاء إلى جانب عدد من الفنانين.

وبينما فسرت بعض الأصوات هذا التجاهل من طرف المسؤولين الحكوميين لزيارة موقع الحدث بانتظار التعليمات، يبدو أن السبب الظاهر والبسيط لهذا الخطأ الفادح هو انعدام الخبرة لدى حكومة العدالة والتنمية في تدبير مثل هذه الأزمات والتعاطي معها بالشكل المطلوب سياسيا وإنسانيا. وكان آخر موقف رسمي للحكومة بخصوص الحادثة المأساوية هو ما صرح به أمسالخميس، مصطفى الخلفي، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني الناطق الرسمي باسم الحكومة، الذي كشف أنه "ليست هنالك أرقام محددة حول عدد الضحايا".

وأضاف الخلفي، في الندوة الصحافية الأسبوعية عقب انعقاد المجلس الحكومي، أن "السلطات المعنية ستصدر بلاغات بعد استكمال عملية إزالة الأوحال والأتربة؛ وانتشال سيارة النقل المزدوج".وأعلنت السلطات المحلية في إقليم الحوز، اليوم الجمعة، عن انتشال جثث 15 شخصا من سيارة النقل المزدوج التي طمرتها الأوحال والأتربة في المنطقة منذ أول أمس الأربعاء. وأضافت السلطات أن الأمر يتعلق بـ11 امرأة و3 رجال وطفل واحد كانوا على متن المركبة التي تعرضت للحادث الأليم؛ على مستوى دوار "توك الخير" في دائرة آسني.

ومنذ أبريل 2017 واجهت الحكومة أزمات مختلفة وأثبتت في كل مرة ضعفها على مستوى تدبيرها والتعاطي معها بطريقة عقلانية. فمبجرد تعيينها تفاجأت بحملة المقاطعة التي استهدفت منتوجات استهلاكية مختلفة وتسببت في خسائر مالية لبعض المقاولات، لكن الحكومة وقفت عاجزة أمامها وتحولت رد فعلها إلى مشاهد كوميدية وكاريكاتورية انتهت بمشاركة وزير من الوزراء في مسيرة تضامنية مع عمال إحدى الشركات المعنية. كما فشلت حكومة سعد الدين العثماني في مواجهة أزمة احتجاجات التجار ضد الفوترة الإلكترونية واضطرت إلى التراجع عنها، ناهيك عن عجزها عن تدبير ملف الأساتذة المتعاقدين واحتجاجاتهم المتصاعدة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

7 − 3 =

زر الذهاب إلى الأعلى