أكثر من 900 مليون مشاهد لبرنامج صيني صُوّر في طنجة.. إشعاع عالمي جديد للثقافة المغربية
أكثر من 900 مليون مشاهد لبرنامج صيني صُوّر في طنجة.. إشعاع عالمي جديد للثقافة المغربية

الدار/ مريم حفياني
حققت النسخة التاسعة من برنامج تلفزيون الواقع الصيني الشهير “المطعم الصيني” (Chinese Restaurant)، التي جرى تصويرها في مدينة طنجة المغربية، نجاحاً غير مسبوق، حيث تجاوز عدد مشاهديها حاجز 900 مليون مشاهد عبر مختلف المنصات، ما يشكل رقماً قياسياً في تاريخ هذا البرنامج الذي يُعد من بين الأنجح في الصين.
هذا الإنجاز اللافت لا يُمثل فقط نجاحاً تلفزيونياً، بل يُعد بمثابة ترويج عالمي واسع للمغرب، وثقافته، وتراثه الغني. فقد اختار طاقم العمل مدينة طنجة لما تزخر به من مقومات طبيعية وثقافية وتاريخية، جعلتها فضاءً مثالياً لتصوير حلقات البرنامج التي تدور فكرتها حول افتتاح مطعم صيني في مدينة أجنبية، والتفاعل مع السكان المحليين، واكتشاف الثقافة المضيفة.
وقد نالت الحلقات التي تم تصويرها في طنجة إشادة كبيرة من النقاد والجمهور على حد سواء، ليس فقط بسبب جودة الإنتاج والمحتوى، بل أيضاً بفضل الجمالية الفريدة للمواقع المختارة داخل المدينة العريقة، وكرم الضيافة المغربي الذي تجلّى من خلال تفاعل المواطنين مع فريق البرنامج.
هذا التفاعل الإيجابي فتح شهية عدد من المخرجين الصينيين والمنتجين في مجال السينما والتلفزيون لاستكشاف المغرب كموقع تصوير مثالي، لما يوفره من تنوع طبيعي وثقافي، وتسهيلات إدارية، وبنية تحتية قوية في مجال الإنتاج السمعي البصري.
وقد صرّحت مصادر من المركز السينمائي المغربي أن هناك طلبات متزايدة من شركات إنتاج آسيوية، وخاصة من الصين، لتصوير برامج وأعمال درامية وسينمائية في مدن مغربية مثل مراكش، فاس، والرباط، إلى جانب طنجة، معتبرين أن نجاح “المطعم الصيني” ليس سوى بداية لشراكة طويلة الأمد.
كما أشاد مسؤولون في وزارة السياحة والثقافة المغربية بتأثير هذا البرنامج على صورة المغرب في آسيا، مؤكدين أن هذا النوع من التعاون الإعلامي الدولي يُساهم في تعزيز مكانة المغرب كوجهة سياحية وثقافية واستثمارية عالمية.
ويُذكر أن برنامج “Chinese Restaurant” يحظى بمتابعة ضخمة في الصين وجنوب شرق آسيا، ويُعرض على منصة Hunan TV وعلى منصات رقمية عملاقة مثل iQIYI وTencent Video، ما يمنح المغرب حضوراً بصرياً غير مسبوق أمام جمهور يُقدر بمئات الملايين من المتابعين.
في زمن تسعى فيه الدول لتسويق صورتها عبر الإعلام والترفيه، يبدو أن المغرب قد ربح جولة قوية بفضل عدسة كاميرا اختارت طنجة لتكون بطلتها، ونجحت في نقل سحرها إلى جمهور واسع ومتنوع في أقصى شرق آسيا.