خارجية أمريكيا تُشيد بالمغرب: أول داعم لاستقلال الولايات المتحدة وشريكها المتين عبر التاريخ

أحمد البوحساني
عادت وزارة الخارجية الأمريكية إلى تسليط الضوء على عمق العلاقات التاريخية التي تجمع واشنطن بالرباط، حيث نشرت عبر حسابها الرسمي على منصة X (تويتر سابقًا) تغريدة تُذكّر بالدور الريادي للمملكة المغربية في الاعتراف باستقلال الولايات المتحدة الأمريكية سنة 1777، لتكون بذلك أول دولة في العالم تقدم على هذه الخطوة الدبلوماسية.
وقالت الخارجية الأمريكية في تغريدتها: “كانت المملكة المغربية أول من اعترف باستقلال أمريكا، مما أرسى الأساس لصداقة تاريخية استثنائية ما زالت تتطوّر حتى يومنا هذا عبر شراكات متينة في مجالات مختلفة.”
يمتد تاريخ العلاقات المغربية–الأمريكية لأكثر من 245 عامًا، حيث يُعتبر معاهدة الصداقة المغربية–الأمريكية الموقعة سنة 1786 من أقدم المعاهدات التي لا تزال سارية المفعول في تاريخ الولايات المتحدة، ما يعكس استمرارية هذه الصلة الفريدة.
وقد شكّلت هذه المعاهدة مرجعية أساسية لعلاقات التعاون في مجالات التجارة والملاحة والدبلوماسية، ومهّدت الطريق لشراكة متينة بين البلدين، تعززت عبر مختلف المراحل التاريخية، سواء في فترات السلم أو التحديات العالمية.
اليوم، لم تعد العلاقات المغربية–الأمريكية مقتصرة على بعدها التاريخي، بل أصبحت شراكة استراتيجية شاملة تشمل مجالات الأمن والدفاع ومكافحة الإرهاب، إضافة إلى مجالات الاقتصاد، التعليم، الابتكار، والطاقة المتجددة.
كما يُعتبر المغرب حليفًا رئيسيًا للولايات المتحدة خارج حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وهو ما يعكس المكانة الخاصة التي تحظى بها الرباط في الاستراتيجية الأمريكية بمنطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط.
وتأتي تغريدة الخارجية الأمريكية كتعبير عن اعتراف رسمي متجدد بالدور المحوري للمغرب في دعم استقلال الولايات المتحدة، وفي نفس الوقت كإشادة بمتانة الروابط الثنائية التي تتواصل إلى يومنا هذا.
ويؤكد مراقبون أن هذه العلاقات لا تقتصر على الماضي المشترك، بل تمتد نحو المستقبل عبر مشاريع مشتركة واستثمارات وبرامج تعاون تهدف إلى دعم الاستقرار الإقليمي وتعزيز التنمية الاقتصادية المستدامة.