الجزيرة تحت قيادة جديدة.. نهاية عهد الجزائري السواق والشيخ ناصر بن فيصل يدشن فصلًا جديدًا

الدار/ غيثة حفياني
أعلن مجلس إدارة شبكة الجزيرة، برئاسة الشيخ حمد بن ثامر آل ثاني، امس تعيين الشيخ ناصر بن فيصل بن خليفة آل ثاني مديرًا عامًا للشبكة، ليقود جميع منصاتها وقنواتها، وذلك بموجب القرار رقم 6 لسنة 2025. ويأتي هذا التعيين بعد فترة قصيرة من تثبيت الجزائري مصطفى سواق في المنصب، ليعكس خطوة استراتيجية نحو إعادة صياغة الهيكل الإداري والهوية التحريرية للشبكة.
تأتي هذه التغييرات في سياق رغبة واضحة لدى مجلس الإدارة في تعزيز الدور المؤسسي للجزيرة وربطها أكثر بالتوجهات الرسمية للدوحة، ما يعكس حرص القيادة على توجيه الخط التحريري بما يتناغم مع الأولويات الوطنية. وتعد هذه الخطوة بمثابة إشارة على إعادة التوازن بين النزعة الصحفية المستقلة للشبكة وبين الرسالة المؤسسية التي تسعى قطر لتعزيزها، وهو ما يشي بإعادة ترتيب الأولويات التحريرية وربما مراجعة الاستراتيجيات الإعلامية في المستقبل القريب.
المدير العام السابق، الجزائري مصطفى سواق، الذي خدم الشبكة لعقود أثارت الكثير من الجدل والاحتجاج، شغل خلالها عدة مناصب قيادية، يواجه الآن مرحلة انتقالية قد تعيد توظيف خبراته ضمن مهام تطويرية أو استشارية، فيما تبقى تفاصيل مستقبله المهني في الشبكة غير محددة بشكل رسمي او قد يحال على نهاية الخدمة ليغادر قطر بشكل نهائي.
يُنظر إلى تعيين الشيخ ناصر كبداية لفصل جديد في تاريخ الجزيرة، يجمع بين المحافظة على صيتها الإعلامي الدولي وإعادة رسم هويتها المؤسسية، مع توقع أن ينعكس هذا القرار على الخط التحريري نحو مزيد من التنسيق مع السياسات الرسمية لقطر، بما يعكس التوازن الدقيق بين الاستقلالية الصحفية والارتباط بالدولة. المرحلة المقبلة ستكشف مدى قدرة القيادة الجديدة على إدارة هذا التحول، وتحديد طبيعة التوجهات المستقبلية للشبكة على المستوى الإقليمي والدولي.