
الدار/ إيمان العلوي
اختار رئيس الحكومة ورئيس حزب الاحرار عزيز أخنوش مدينة مراكش ليجدد رسائله السياسية والتنموية من خلال جولة “مسار الإنجازات”، مؤكداً أن الحكومة ستواصل العمل إلى آخر يوم من ولايتها، وأن السنة الأخيرة ستكون مرحلة مفصلية لإنهاء الأوراش الكبرى وضمان استدامة الإصلاحات.
كلمة أخنوش حملت أكثر من دلالة؛ فهو عاد إلى مراكش التي شكلت نقطة انطلاق مسار حزبه نحو صدارة المشهد السياسي، ليضع أمام الرأي العام حصيلة أربع سنوات من التدبير ويبعث برسالة مفادها أن التحدي الآن ليس في إطلاق المبادرات، بل في حسن استكمالها وتثبيتها. ومن هنا شدد على ضرورة الحفاظ على تماسك الأغلبية الحكومية، وتفادي السجالات السياسية التي قد تُعرقل مسار المشاريع الموجهة لخدمة المواطن.
أبرز ما شدد عليه أخنوش هو التزام حكومته بمواجهة التحديات الملموسة على الأرض، وعلى رأسها أزمة الماء، حيث أعلن عن قرب تزويد مراكش بالماء الشروب انطلاقاً من محطة تحلية آسفي قبل متم 2026، في انسجام مع التوجيهات الملكية. كما توقف عند الدينامية السياحية التي جعلت المغرب يقترب من استقطاب 20 مليون سائح، وهو ما استدعى تعبئة استثمارات كبرى لتوسيع مطار مراكش استعداداً لكأس إفريقيا 2025 ومونديال 2030.
ملف زلزال الحوز ظل حاضراً بقوة، إذ كشف أخنوش عن إعادة بناء 51 ألف منزل وإنجاز مئات الكيلومترات من الطرق والمسالك والسواقي، إضافة إلى إعادة تأهيل المدارس والمراكز الصحية، مبرزاً أن الحكومة التزمت بمواكبة الأسر المتضررة بدعم شهري طيلة 17 شهراً.
على مستوى الإصلاحات الاجتماعية، أوضح رئيس الحكومة أن برنامج “مدارس وإعداديات الريادة” حول نصف المؤسسات الابتدائية إلى مدارس نموذجية، في أفق التعميم الكامل بحلول 2027، مؤكداً أن الهدف هو توفير تعليم ذي جودة لكافة أبناء المغاربة. وفي القطاع الصحي، أشار إلى دخول الإصلاح مرحلة التنفيذ الفعلي من خلال افتتاح مستشفيات جامعية جديدة وتجربة المجموعات الصحية الترابية التي ستُمنح استقلالية في القرار.
أما على الصعيد الاجتماعي المباشر، فقد أبرز استفادة 4 ملايين أسرة من الدعم المباشر، ورفع عدد الأرامل المستفيدات إلى 300 ألف، إلى جانب تعميم نظام “أمو-تضامن” على 11 مليون مواطن، فضلاً عن تخصيص 45 مليار درهم للحوار الاجتماعي الذي أفضى إلى زيادات مهمة في الأجور.
رسالة أخنوش الختامية من مراكش كانت واضحة: الحكومة ستواصل العمل بلا توقف، وستبقى حريصة على أن يُترجم شعار “مسار الإنجازات” إلى واقع ملموس يبني مغرب المستقبل كما يريده المغاربة، وكما يريده الملك محمد السادس لشعبه.