
الدار/ إيمان العلوي
من قلب مدينة مراكش، وفي إطار الجولة التواصلية “مسار الإنجازات”، قدّم رئيس الحكومة والأمين العام لحزب التجمع الوطني للأحرار، عزيز أخنوش، عرضاً سياسياً شاملاً اليوم 20 شتنبر 2025، استعرض فيه حصيلة العمل الحكومي وأولويات المرحلة المقبلة، مؤكداً أن السنة الأخيرة من عمر الولاية ستكون سنة استكمال المشاريع الكبرى وتحصين المكتسبات.
أخنوش ذكّر بأن الانطلاقة الفعلية لمسار حزبه نحو النجاح السياسي كانت من مراكش، حيث احتضنت الدورة الأولى للجامعة الصيفية للشبيبة التجمعية، التي اعتبرها محطة مفصلية في مسار “الأحرار”. وأبرز أن الدخول السياسي الحالي يختلف عن السنوات الماضية، لأن حزبه، حسب قوله، اختار التواصل المستمر مع المواطنين عبر “مسار الإنجازات”، بعيداً عن “المنطق المناسباتي” الذي يطبع عمل بعض الأحزاب.
وفي ما يتعلق بالشق الحكومي، شدد رئيس الحكومة على أن السنة الأخيرة من الولاية ستكون حاسمة في دفع المشاريع الكبرى نحو خط النهاية، مع تفادي هدر الزمن السياسي، مؤكداً أن مسؤوليته تفرض عليه الحفاظ على تماسك الأغلبية من أجل إنجاح تنزيل البرامج الوطنية والجهوية. وأوضح أن الخطاب السياسي في هذه المرحلة يجب أن يكون حذراً، حتى لا يُشوش على سير المشاريع التنموية التي قال إنها موجهة أولاً وأخيراً لخدمة المواطنين وتلبية انتظارات الملك محمد السادس.
وبشأن مواجهة تحدي الماء بجهة مراكش آسفي، أبرز أخنوش أن الحكومة أطلقت مشروع محطة تحلية مياه البحر بآسفي، التي ستزوّد مراكش بالماء الشروب قبل متم 2026، وذلك في إطار تنفيذ التوجيهات الملكية السامية. كما توقف عند التطور الملحوظ لقطاع السياحة بمراكش، مشيراً إلى أن المؤشرات الإيجابية للقطاع تقترب من بلوغ 20 مليون سائح، وهو ما فرض تعبئة استثمارات مهمة لتوسعة مطار مراكش المنارة. وأكد أن هذه الدينامية تتزامن مع استعدادات المدينة لاحتضان كأس إفريقيا للأمم 2025، ومونديال 2030، مما سيعطي زخماً أكبر للأوراش التنموية المفتوحة.
أما في ما يخص تداعيات زلزال الحوز، فقد أوضح أخنوش أنه يتابع شخصياً هذا الملف، بعد ترؤسه 16 اجتماعاً خاصاً، مشيراً إلى أن الحكومة التزمت بتقديم دعم مالي شهري بقيمة 2.500 درهم للأسر المتضررة طيلة 17 شهراً. وكشف أنه تم بالفعل إعادة بناء 51.000 منزل، وإنجاز 118 كلم من الطرق و85 كلم من المسالك القروية واستصلاح 123 كلم من السواقي، إضافة إلى تأهيل 306 مدرسة و103 مركزاً صحياً. واعتبر أن الأمور تتحسن بشكل عام، رغم استمرار بعض التحديات.
في مجال التعليم، أبرز أخنوش أن الحكومة حققت قفزة نوعية بفضل برنامج “مدارس وإعداديات الريادة”، حيث تحولت 50% من المدارس الابتدائية إلى “مدارس رائدة”، على أن يشمل التعميم جميع المدارس والإعداديات بحلول 2027. واعتبر أن الهدف ليس تكوين نخبة ضيقة، بل تعميم تعليم ذي جودة على مختلف المدارس العمومية، موجهاً التحية للأطر التربوية على جهودها في إنجاح الإصلاح.
وبخصوص قطاع الصحة، أكد رئيس الحكومة أن الإصلاحات التي أطلقتها الحكومة بدأت تعطي ثمارها على الأرض، حيث يجري افتتاح مستشفيات جامعية جديدة في مختلف الجهات، إلى جانب إطلاق تجربة المجموعات الصحية الترابية (GST) بجهة طنجة تطوان الحسيمة، في أفق تعميمها وطنياً. وأوضح أن هذه المجموعات ستتمتع باستقلالية في القرار، مشدداً على ضرورة تحسين الخدمات اليومية بالمستشفيات، مع محاسبة كل من يقصر في أداء واجبه، والتصدي لمحاولات استقطاب الأطباء من القطاع العام.
واستعرض أخنوش أبرز التدابير الاجتماعية، منها تمكين 4 ملايين أسرة من الدعم المباشر الشهري، ورفع عدد الأرامل المستفيدات إلى 300 ألف بدل 75 ألف سابقاً، إلى جانب استفادة 11 مليون مواطن من نظام “أمو-تضامن”. كما ذكّر بالالتزام بتخصيص 45 مليار درهم للحوار الاجتماعي، مما مكّن من زيادات مهمة في أجور الموظفين والأطباء والأساتذة.
أخنوش أكد أن هذه الإجراءات شملت الفئات الهشة والطبقة المتوسطة والمقاولات، وأن الحكومة ستواصل عملها إلى آخر يوم من ولايتها، “لبناء مغرب المستقبل، المغرب كما يريده المغاربة لأبنائهم، والمغرب الذي يريده جلالة الملك لشعبه الوفي”، على حد تعبيره.