المغرب يعزز ترسانته العسكرية بـ597 مدرعة أمريكية من طراز M1117..
المغرب يعزز ترسانته العسكرية بـ597 مدرعة أمريكية من طراز M1117..

الدار/ ايمان العلوي
في إطار تعزيز قدراته الدفاعية وتطوير تجهيزاته الميدانية، تسلّمت القوات المسلحة الملكية المغربية شحنة ضخمة من المدرعات الأمريكية بلغت 597 آلية قتالية من طراز M1117 Armored Security Vehicle، وذلك ضمن برنامج الأسلحة الفائضة (EDA) الذي تشرف عليه وزارة الدفاع الأمريكية. وأكدت مصادر عسكرية أن هذه المدرعات خضعت لمعاينة دقيقة من طرف خبراء الجيش المغربي قبل الموافقة على استلامها، حيث تم التأكد من جاهزيتها وكفاءتها التشغيلية بما ينسجم مع متطلبات الدفاع الوطني.
وتُعد المدرعة M1117 واحدة من أبرز المركبات العسكرية التي أثبتت فعاليتها في عدة جيوش حول العالم، بفضل قدرتها العالية على المناورة وسرعتها التي تصل إلى 100 كيلومتر في الساعة، إضافة إلى حمايتها المدرعة ضد نيران الرشاشات والشظايا، وتسليحها المتمثل في مدفع رشاش عيار .50 وقاذف قنابل أوتوماتيكي. وقد صممت هذه المركبة أساسًا لمهام الحماية والدوريات وتأمين القوافل، كما برز دورها بشكل خاص في مواجهة التهديدات غير التقليدية مثل العبوات الناسفة في مناطق النزاع.
هذه الصفقة تكتسي بعدًا استراتيجيًا يتجاوز الجانب التقني، إذ تعكس متانة الشراكة الدفاعية بين الرباط وواشنطن، وتعزيز مكانة المغرب كحليف أساسي للولايات المتحدة في شمال إفريقيا ومنطقة الساحل. كما تشكل امتدادًا لعمليات سابقة حصل فيها المغرب على دبابات M1 Abrams ومعدات عسكرية أخرى عبر نفس البرنامج، ما يجعله من أبرز المستفيدين إقليميًا من مبادرات الدعم العسكري الأمريكي.
ورغم أن برنامج EDA يتيح الحصول على هذه المعدات بأسعار منخفضة أو رمزية، فإن الجانب المغربي يتحمل تكاليف النقل وإعادة التأهيل والصيانة لضمان جاهزية هذه المدرعات للانخراط في الخدمة. ومن المنتظر أن تعمل القوات المسلحة الملكية على دمج هذه الآليات في أسطولها الميداني بشكل تدريجي، مع توفير التدريب والتأهيل للأطقم العسكرية المختصة.
وبهذا، يخطو المغرب خطوة إضافية في مسار تحديث جيشه وتعزيز جاهزيته لمواجهة التحديات الأمنية المتصاعدة إقليميًا ودوليًا، في وقت تزداد فيه التهديدات المرتبطة بعدم الاستقرار في منطقة الساحل والصحراء، ما يمنح هذه الصفقة أهمية استراتيجية على المديين القريب والبعيد.