شروط الأرجنتين تسقط أمام صلابة الموقف المغربي: الرياضة ليست للبيع
شروط الأرجنتين تسقط أمام صلابة الموقف المغربي: الرياضة ليست للبيع

الدار/ إيمان العلوي
رفضت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم جميع الشروط التي طرحها الاتحاد الأرجنتيني لخوض مباراة ودية بين المنتخبين المقررة في نونبر المقبل.
مصادر مطّلعة أكدت أن الاتحاد الأرجنتيني، بصفته بطل العالم، طالب بمبلغ مالي ضخم يناهز 10 ملايين دولار، إضافةً إلى تخصيص ملعبين للتداريب وتنازل المغرب عن حقوق البث في أمريكا اللاتينية لصالح الجانب الأرجنتيني، وهي شروط اعتُبرت تعجيزية ومبالغاً فيها.
لكن الرد المغربي كان حاسماً وسريعاً، إذ تم رفض كل المطالب دون نقاش، في إشارة واضحة إلى أن المملكة لم تعد تقبل التعامل معها بمنطق “الدولة المستضيفة التي تدفع فقط لتنال الشرف”، بل كقوة كروية صاعدة تفرض احترامها ومكانتها.
هذا الموقف يعكس تحوّلاً في الوعي الرياضي والدبلوماسي المغربي، إذ باتت الرباط تعتمد مبدأ الندية في تعاملها مع المنتخبات الكبرى، خصوصاً بعد النجاحات التاريخية التي حققها “أسود الأطلس” في مونديال قطر 2022، والتي جعلت المغرب أول منتخب عربي وإفريقي يبلغ نصف نهائي كأس العالم.
الرفض المغربي لم يكن مجرد قرار مالي، بل رسالة سياسية ورياضية في آنٍ واحد، مفادها أن المغرب اليوم يمتلك قوة تفاوضية مبنية على إنجازات ميدانية، وجمهور عالمي، وصورة رياضية مشرقة تُمكّنه من اختيار خصومه لا من التوسّل لهم.
كما يأتي هذا الموقف في سياق استراتيجيةٍ أوسع تتبنّاها الجامعة الملكية بقيادة فوزي لقجع، تقوم على تعزيز السيادة الرياضية المغربية، وإبراز أن استضافة مباريات كبرى يجب أن تتم وفق شروط متوازنة، تراعي المصالح الوطنية وتحفظ كرامة المنتخب.
وهكذا، يبدو أن المغرب دخل مرحلة جديدة من “الندية الرياضية”، لا تقتصر على الأداء داخل المستطيل الأخضر فحسب، بل تمتد إلى طريقة إدارة العلاقات مع الاتحادات الكبرى. وهي رسالة إلى العالم بأن أسود الأطلس لم يعودوا مجرد ضيوفٍ في المشهد الكروي، بل باتوا رقماً صعباً يحظى بالاحترام والتقدير.