أحمد البوحساني
تستعد العاصمة العلمية فاس لاحتضان حدث علمي دولي بارز، يتمثل في المؤتمر الإفريقي السابع للهندسة القروية، الذي سينعقد من 22 إلى 24 أكتوبر 2025، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، وذلك تحت شعار: “تدبير المياه من أجل فلاحة مستدامة ومرنة في إفريقيا”.
ويُنظم هذا المؤتمر من طرف الجمعية الوطنية للتحسينات العقارية والري والصرف والبيئة (ANAFIDE)، بشراكة مع الجمعية الإفريقية للهندسة الزراعية (PASAE)، وبتعاون مع عدد من المؤسسات والمنظمات الوطنية والدولية، من بينها: وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، و الجمعية الأمريكية لتحديث الفلاحة في إفريقيا (AMAA)، والمعهد الدولي لتدبير المياه (IWMI)، واللجنة الدولية للهندسة القروية (CIGR)، و اللجنة الدولية للري والصرف (CIID)، ومجموعة العمل الإقليمية الإفريقية للّجنة الدولية للري والصرف (ARWG).
ويُعدّ هذا المؤتمر فضاءً علمياً وتقنياً رفيع المستوى، يجمع خبراء وباحثين ومهنيين وصناع قرار من مختلف دول العالم، لتبادل التجارب والخبرات حول الابتكار في تدبير المياه ودعم الفلاحة الإفريقية المستدامة. كما يُرتقب أن تُناقش خلاله قضايا الأمن المائي، وتغير المناخ، وتقنيات الري الحديثة، وتدبير الموارد الطبيعية بما يخدم التنمية القروية المستدامة في القارة.
وتأتي هذه التظاهرة الدولية بعد نجاح الجمعية الوطنية للتحسينات العقارية والري والصرف والبيئة في تنظيم عدد من اللقاءات الكبرى تحت الرعاية السامية لجلالة الملك، من أبرزها:
المؤتمر الإفريقي الإقليمي السادس للري والصرف، المنعقد بمراكش سنة 2021، تحت شعار: “تدبير مستدام للري من أجل تعزيز مرونة الفلاحة في إفريقيا”.
المؤتمر الدولي العاشر للري الموضعي (10IMIC)، المنظم بمدينة الداخلة سنة 2023، تحت شعار: “الري الموضعي في عصر الابتكار التكنولوجي والتحول الرقمي”.
ووفق معطيات اللجنة المنظمة، فإن قائمة الدول المشاركة في مؤتمر فاس تشمل عدداً من الدول الإفريقية والأوروبية والآسيوية، إلى جانب الولايات المتحدة وكندا، من بينها: المملكة المتحدة، فرنسا، البرتغال، إيطاليا، نيجيريا، جنوب إفريقيا، موريتانيا، بوركينا فاسو، تونس، مصر، كينيا، الكاميرون، أوغندا، الهند، والمغرب.
ويُذكر أن المغرب عزز حضوره داخل اللجنة الدولية للري والصرف (CIID)، حيث تم انتخابه ثلاث مرات متتالية خلال السنوات الست الأخيرة في منصب نائب الرئيس المكلف بتنسيق اللجان الوطنية الإفريقية، وذلك بفضل الدينامية التي أطلقتها جمعية ANAFIDE على المستويين الوطني والدولي.
وكانت الدورات السابقة للمؤتمر الإفريقي للهندسة القروية قد نُظمت في كل من كينيا (2018)، المغرب (2019)، نيجيريا (2021)، غانا (2022)، كينيا (2023) وجنوب إفريقيا (2024)، وقد شكلت النسخة الثانية التي احتضنتها الرباط سنة 2019 محطة مفصلية في مسار هذا المؤتمر، لما حققته من نجاح كبير حول موضوع: “دور الهندسة القروية في رفع تحديات الأمن الغذائي العالمي”.
وفي هذا السياق، عبّر رئيس جمعية ANAFIDE، عزيز فرتاحي عن خالص امتنانه وعظيم تقديره لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، على تفضله بمنح رعايته السامية لهذه النسخة السابعة، مؤكداً أن هذا الدعم الملكي يشكل حافزاً قوياً لإنجاح المؤتمر وتعزيز مكانة المغرب كقطب قارّي في مجال تدبير المياه والفلاحة المستدامة.
