المواطن

ليكسيفيا.. سم ينخر أجساد ساكنة الدار البيضاء

رشيد محمودي
أصبحت مياه القاذورات الكريهة، "ليكسيفيا"، المتسربة بدون انقطاع من مطرح نفايات مديونة، قنبلة موقوته، وسط العاصمة الاقتصادية للمملكة المغربية بمدينة الدار البيضاء، سواء بعد هطول الأمطار الغزيرة أو انعدامها، الشيء الذي تسبب في مشاكل بيئية وصحية خطيرة على جميع السكان المجاورين للمنطقة، أمام تجاهل كبير للشركات الخاصة، ولامبالاة مجلس المدينة.
انتقلت "قناة الدار" إلى عين المكان، وبعد صعوبة كبيرة ومنع من طرف العمال لولوج مطرح مديونة، كان لها لقاء خاص مع عائلة "بن أبوشتية" التي تقطن بمطرح النفايات التابع لحي ليساسفة بالجماعة القروية المجاطية أولاد طالب، إذ ساهمت بحضورها في إنجاز روبورتاجا معمقا يكشف حجم المعاناة الصحية التي يمر منها باقي القاطنين بالمنطقة، لتصوير أماكن كان يصعب الوصول إليها.
وكشف محمد بن بوشتية، أحد المتضررين، في تصريح لقناة الدار،  أن الأزبال التي تراكمت لأزيد من 30 سنة، تسببت في تسرب مياه قاتلة تحتوي على تركيبات سامة، أبرزها ديوسيد الكبريت وأكسيد الكاربون، والأوزوت إضافة إلى أنواع كثيرة من الحديد الثقيل مثل الرصاص. 
روائح كريهة جدا، ناتجة عن كثرة الأزبال التي تتعدى 3 طنا يوميا، إضافة إلى اعتماد أسلوب بدائي في إتلافها عن طريق حرق النفايات، وتغطيتها بالتراب، أصبحت تثير حفيظة السكان المحيطين بالمنطقة، وكارثة بيئية وصحية يصعب تحملها على الساكنة التي تسكن داخلها.
وبات مطرح النفايات، مصدرا للأمراض القاتلة، بحيث حسب شهادات استقتها "قناة الدار" من ساكنة المنطقة، فإن مرضى الربو " الديقة" ومشاكل في التنفس تنخر أجساد الأطفال قبل الشيوخ، كما أن العديد من الحالات فقدت حاسة البصر متأثرة بالغازات المنبعثة من أطنان النفايات المحروقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اثنان × 3 =

زر الذهاب إلى الأعلى