مصادر إسبانية: جهود المغرب قلصت بشكل كبير أعداد المهاجرين السريين

الدار أحمد الخلفي
كشفت مصادر رسمية إسبانية عن كون أعداد المهاجرين السريين الذين وصلوا إلى الشواطئ الإسبانية خلال الشهور المنصرمة من السنة الحالية 2019 انخفضت إلى النصف تقريبا بفضل جهود المغرب المتواصلة للحد من هذه الظاهرة المتفاقمة.
ووفق صحيفة "لاراثون"، المقربة من دوائر القرار العسكري في إسبانيا، فإن ما يقارب 16 ألفا من المهاجرين السريين وصلوا هذه السنة إلى السواحل الإسبانية انطلاقا من سواحل المغرب، مقارنة بما يقارب 27 ألفا في نفس الفترة من السنة الماضية.
ومقابل ذلك أشارت الصحيفة إلى كون المهاجرين القادمين عبر السفن الكبيرة، التي تقف خلفها شبكات دولية منظمة والتي تنطلق من السواحل الليبية على وجه الخصوص، لم تعرف انخفاضا ملموسا، حيث عادة ما تتغلب الدواعي السياسية في مسألة استقبال هذه السفن، التي أصبحت تشكل عبئا ثقيلا على البلدان الأوربية ذات المنفذ على حوض البحر الأبيض المتوسط.
وأشارت الصحيفة إلى كون السلطات المغربية كانت تفتقر إلى الدعم اللوجستيكي اللازم من أجل محاربة ناجعة للهجرة السرية انطلاقا من سواحلها، وهو ما دفع الحكومة الإسبانية إلى تقديم دعم مالي، بالإضافة إلى تجهيزات خاصة بالمراقبة البحرية.
وقالت "لاراثون" إنه من المستحيل وقف الهجرة السرية، خصوصا عبر مضيق جبل طارق، وذلك بسبب انحسار المساحة بين ضفتيه، حيث يغامر مهاجرون سريون بركوب أية وسيلة ممكنة للوصول إلى ضفاف الجزيرة الخضراء أو طريفة، بما في ذلك الإطارات المطاطية والقوارب المهترئة، وحتى الدارجات المائية المعروفة باسم "الجيتسكي".
وتضيف هذه المصادر أن مهاجرين بلدان إفريقيا جنوب الصحراء صاروا أكثر رغبة في المغامرة عبر مضيق جبل طارق، خصوصا في ظل نفاذ وسائلهم المادية واستحالة عودتهم إلى بلدانهم الأصلية، وهو ما يدفعهم إلى ركوب مغامرات خطيرة عبر مضيق جبل طارق، من دون إدراك المخاطر الكبيرة التي تعترضهم في هذا المضيق.