أخبار الدارسلايدر

المدرسة الوطنية العليا للإدارة: بوابة المغرب لتعزيز الشراكة الأكاديمية مع الصين

المدرسة الوطنية العليا للإدارة: بوابة المغرب لتعزيز الشراكة الأكاديمية مع الصين

الرباط – أحمد البوحساني

في حوار خاص مع السيدة ندى بياز، المديرة العامة للمدرسة الوطنية العليا للإدارة، كشفت المسؤولة الأكاديمية عن ملامح استراتيجية المدرسة في تعزيز التكوين في مجال العلاقات الدولية، وتسليط الضوء على الشراكة المتنامية مع الصين، سواء على مستوى التكوين الأكاديمي أو التبادل الثقافي والعلمي، في سياق يفرض فيه العالم اليوم ديناميات جديدة وتعاوناً جنوب-جنوب متزايد الأهمية.

تكوين منفتح على التحولات الدولية :

وأكدت ندى بياز، لموقع الدار، أن المدرسة الوطنية العليا للإدارة تلعب دوراً محورياً في إعداد أطر إدارية عليا قادرة على فهم التحولات الجيوسياسية الراهنة واستيعاب تعقيدات العلاقات الدولية، خصوصاً مع القوى الصاعدة مثل الصين.
وفي هذا الإطار، تم إدماج وحدات دراسية حديثة تتناول مواضيع التعاون جنوب-جنوب واستراتيجيات القوى الكبرى، من بينها الصين، مما يتيح للطلبة تكويناً شمولياً ومواكباً للتحديات العالمية.

تعاون أكاديمي مغربي-صيني متنامٍ :

وسّعت المدرسة نطاق انفتاحها على المؤسسات الصينية من خلال إبرام اتفاقيات شراكة مع جامعات مرموقة كـجامعة “تيانجين” ومعهد بكين للإدارة. وقد تُوج هذا التعاون بتنظيم مؤتمرين مغربيين-صينيين يومي 24 و25 أبريل 2025، الأول ناقش موضوع الحكامة الترابية ورهانات الجهوية في ضوء التجربتين المغربية والصينية، بينما سلط الثاني الضوء على دور النساء في الذكاء الاصطناعي والقيادة الرقمية.

وتوضح المديرة العامة أن هذه اللقاءات ليست مجرد محطات بروتوكولية، بل تجسيد لدينامية تعاون علمي وتكويني متنامٍ بين البلدين، كما تؤكد إرادة المدرسة في ترسيخ بعد دولي قوي في مسارها التكويني.

تبادل طلابي لبناء جسور التفاهم :

و في سابقة نوعية، استقبلت المدرسة الوطنية العليا للإدارة خلال أبريل 2025 وفداً يضم 19 طالباً و3 أساتذة من جامعة تيانجين في إطار برنامج أكاديمي وثقافي امتد لعشرة أيام. تخلل البرنامج دروس ولقاءات مع شخصيات بارزة في مؤسسات مغربية، كما أُبرمت خلال هذه الزيارة مذكرات تفاهم جديدة، تؤسس لشراكات أكثر ديمومة.

من جهته، استفاد عدد من الطلبة المغاربة من إقامة تكوينية بالصين في يونيو 2025، شملت محاضرات وزيارات ميدانية، وذلك في مسعى لتعزيز الانفتاح المتبادل وتطوير المهارات الأكاديمية والثقافية في بيئة دولية متعددة الأبعاد.
كما يجري العمل على إطلاق برامج تكوين مشترك (co-certification) في مجالات الإدارة الرقمية، الذكاء الاصطناعي في تدبير الشأن العام، والتعاون جنوب-جنوب، بما يفتح آفاقاً مهنية وعلمية واعدة للطلبة المغاربة.

اللغة والثقافة الصينية رافعة استراتيجية :

تُشدد السيدة بياز، على أهمية إتقان اللغة والثقافة الصينية بالنسبة للأطر المغربية المستقبلية، خاصة في سياق دولي متعدد الأقطاب، حيث تلعب القدرة على التواصل بين الثقافات دوراً محورياً في تعزيز الفعالية الإدارية وبناء علاقات شراكة متينة.
وترى أن استيعاب مفاتيح الثقافة الصينية، القائمة على القيم الجماعية والتخطيط بعيد المدى، يُسهم في تحسين جودة التفاعل مع الشركاء الصينيين، وهو ما يجعل من الضروري إدراج اللغة الصينية ضمن البرامج التكوينية ذات البعد الدولي.

الطلبة والباحثون سفراء للفهم المشترك :

تؤمن المديرة العامة للمدرسة بأن الطلبة والباحثين المغاربة يمثلون حلقة وصل حيوية بين المغرب والصين، خاصة من خلال أبحاثهم ومساهماتهم في مراكز التفكير المشتركة. فالطلبة العائدون من الصين يحملون معهم رؤى وتجارب تساعد على إثراء النقاش العمومي بالمغرب حول النماذج التنموية البديلة، وتُسهم في نقل صورة مغربية منفتحة ومتفاعلة مع محيطها الدولي.

نحو شراكة استراتيجية متكاملة :

في ختام هذا الحوار مع موقع الدار، تؤكد السيدة ندى بياز أن المدرسة الوطنية العليا للإدارة تسير بخطى ثابتة نحو تعزيز حضورها الدولي من خلال شراكات أكاديمية استراتيجية، وأن الشراكة مع الصين ليست فقط خياراً تكوينياً، بل جزء من رؤية أشمل تهدف إلى تهيئة النخب المغربية لمستقبل متعدد الثقافات، قائم على التعاون والتفاهم المشترك.

بهذه الرؤية، تفتح المدرسة أفقاً واعداً لجيل جديد من الأطر الإدارية القادرة على بناء جسور التفاهم مع العالم، وبالأخص مع القوى الصاعدة في الشرق.

زر الذهاب إلى الأعلى