ملايين بيوض “الأكوابيبا” تغزو شواطئ الشمال.. ولا إزعاج للمصطافين بعد العيد
الدار- أحمد الخليفي
مئات الملايين، وربما الملايير، من البيوض الصغيرة لكائنات "الأكوابيبا" غزت شواطئ الشمال المتوسطية في الأيام الماضية، وهو ما يشوش على ما النشاط السياحي فيما تبقى من الصيف، على الرغم من عدم ثبات وجود خطورتها حتى الآن.
وتحولت الشواطئ الممتدة من نواحي سبتة المحتلة مرورا بشواطئ المضيق وآمسا وواد لاو والجبهة والشواطئ المجاورة إلى عش عملاق لملايير البيوض الصغيرة الخاصة بالكائنات البحرية المعروفة باسم "أكوابيبا"، وهي عبارة عن قناديل بحر صغيرة عادة ما تلسع بقوة عندما تحتك مع جلد بشري.
وكما يظهر في الصور المرافقة للمقال، فإن هذا الكم الهائل من البيوض دفعته الأمواج إلى ساحل شاطئ "واد لاو" في المدة الأخيرة، وهو ما فاجأ لمصطافين الذين تخوفوا من إمكانية السباحة، خصوصا في ظل وجود أعداد هائلة من هذه البيوض داخل المياه.
غير أن البيوض ليست مشكلة في حد ذاتها قبل أن تفقس وتتحول إلى قنديل بحر عادة ما يسبب طفحا في الجلد وألما عند اللسع، وهو يتحرك عبر مجموعات بالملايين، ويفضل الهجرة قريبا من الشواطئ.
وبدت هذه البيوض على شكل أكياس بلاستيكية صغيرة ومغلقة، وبداخلها كائنات صغيرة على شكل جنين الضفدع، وهو ما يعني أن البيوض تحتاج إلى بضعة أيام أو أسابيع لكي تفقس.
وصار حوض البحر الأبيض المتوسط في السنوات الأخيرة قبلة لهذه الكائنات المزعجة، التي صارت تشوش على السياحة في المنطقة، خصوصا وأن الشواطئ المتوسطية لشمال المغرب تعرف إقبالا كبيرا للمصطافين من مختلف مناطق البلاد.
ورجحت مصادر مطلعة، في تصريح لـ"الدار" ألا تشكل هذه البيوض إزعاجا للمصطافين في فترة ما بعد العيد، على اعتبار أن فترة تفقيسها وهجرتها ستتزامن مع أيام عيد الأضحى، وأنها ستستمر في الهجرة نحو شرق البحر الأبيض المتوسط.
وأرجعت هذه المصادر كثرة كائنات "الأكوابيبا" إلى اختلال النظام الغذائي بالبحر المتوسط، خصوصا في ظل انقراض أو قلة أعداد السلاحف البحرية، والتي كانت تعتمد بشكل شبه كامل على "الأكوابيبا" كوجبتها المفضلة.
غير أن مصادر أخرى ترجع غزو هذه الكائنات للبحر المتوسط إلى توسيع قناة السويس، وهو ما فتح المجال واسعا أمام هذه الكائنات للهجرة من موطنها الأصلي بالبحر الأحمر نحو مياه المتوسط، حيث أصبحت تتوالد فيه ثم تعود إلى موطنها الأصلي.