المواطن

الجزار المتجول.. مهنة ينعشها عيد الأضحى

من المعتاد أن تسمع أصوات باعة جائلين يعبرون شوارع القاهرة منادين بأنواع بضائعهم، لكن هؤلاء يختفون في العيد ويتركون الشوارع للجزارين المتجولين الذين ترتفع أصواتهم بهتاف يدوي في يوم عيد الأضحى "جزاااار.. جزاااار".

سيد جزار متجول، ما إن يفرغ من صلاة العيد حتى يحمل معداته وسكاكينه، مصطحبا صديقه ومساعده إلى وجهة جديدة، حتى يصادفا مَن يبحث عن جزار لذبح أضحية العيد.

يختار سيد الذبائح السهلة كالماعز والخراف، متجنبا ذبح البقر والعجول، فالحيوانات الكبيرة تحتاج إلى ثلاثة أو أربعة أفراد لذبحها، ثم إنها تستغرق وقتا طويلا في الذبح والتقطيع، عكس الصغيرة اليسيرة.

وبما أن العائد المادي من وراء ذبح الحيوانات الكبيرة ليس ضخما، فإن الخراف هي المفضلة لدى سيد وأقرانه في المهنة، لكي يتمكن من العودة عصرا بأكبر عائد من مثل هذا الموسم، إذ يحصلان مقابل ذبح الخروف أو الماعز وتقطيعه على نحو مئتي جنيه (الدولار=  16.50جنيها)، فضلا عن الفرو والجلود المتبقية من الحيوان المذبوح.

ووفق خبرات الأعوام الماضية، تستمر جولات الصديقين لثاني أيام العيد، إذا لم تكن حصيلة الذبح في اليوم الأول مجدية.

ويعمل سيد في الأساس "صبي جزار" (مساعد جزار) في محل جزارة كبير بالقاهرة، ويسعى جاهدا للحصول على إجازة من صاحب المحل خلال أيام العيد.

مهنة عائلية
أما زينب رمضان فهي أصغر جزارة يمكن أن يشاهدها المارة، إذ تنتهي من صلاة العيد لتترك قريناتها يسرعن نحو باعة غزل البنات والبالونات، لتتعلق هي بيد والدها وهو يجوب الشوارع هاتفا "جزار".

وتقف زينب إلى جوار والدها وشقيقها وهما يذبحان الأضحية، تناولهما السكاكين وتمسك معهما الذبيحة وتعلقها، ثم تعاونهما في التقطيع، وقد تشربت مهنة الجزارة من والدها إذ لا تغفل خطوة من خطوات الذبح.

أما والدها الجزار رمضان فهو يرفع شعار " (لا أحد) يقول للرزق لا"، فمن يناديه من أجل ذبح بقرة يسارع إليه، رغم أن الجزارين الجائلين يرفضون ذبح الحيوانات الكبيرة، لأنها مرهقة وتستغرق وقتا طويلا وعائدها المادي قريب من عائد ذبح الصغيرة.

ويعترف رمضان أن أصحاب الأضحيات لا يفضلون الجزارين الجائلين غالبا، وهو نفس ما يؤكده حسام، وهو موظف متقاعد، موضحا أنه جرب ذات مرة الاستعانة بأحد الجزارين الجائلين، ففوجئ بأنه غير كفء وبدا كما لو كان جزارا مبتدئا يجرب الذبح للمرة الأولى أو الثانية.

جزار "ديلفري"
ولفت منتصر -وهو مدير تسويق- إلى أنه يتفق كل عام مع صاحب محل جزارة قريب من بيته، ليرسل له في وقت محدد متفق عليه مسبقا أحد العاملين عنده على مسؤوليته، وهذه الطريقة كما يؤكد تغنيه عن "وجع الدماغ" الناتج عن الفصال مع الجزار الجائل الذي يطلب أجرة مبالغا فيها.

أما سليمان -وهو مدير مدرسة متقاعد- فيرى أن الذبح سهل ولا يحتاج لخبرة جزار، إذ كان صغيرا يساعد والده الجزار واليوم يساعده ولداه، حيث اشترى أدوات الذبح والتعليق والتقطيع، واتخذ من سطح بيته مكانا للذبح، "فهاهنا البهجة الحقيقية للأضحية"، لا تلك التي يمثلها جزار "ديلفري" على حد تعبيره.

وعادة ما تجري عملية الذبح في الشوارع، وهو ما تجرّمه الحكومة، وتؤكد وزارة التموين أن القانون يمنع ذبح الماشية خارج المجازر الحكومية، لذلك تشن مديريات التموين بالتنسيق مع مباحث التموين والطب البيطري، حملات مكثفة على محلات الجزارة، وكذلك الشوارع التي تقام فيها "السرجة"، وهي عبارة عن حديد تعلق عليه اللحوم، وأيضا على المنازل التي يتم فيها ذبح الماشية.

وتحث الوزارة المواطنين على الإدلاء بمعلومات أو بلاغات عن الذين يقومون بالذبح غير المنضبط، وفي حال ضبط لحوم مذبوحة خارج المجازر الحكومية وغير صالحة للاستهلاك، يتم تحرير محضر بالواقعة وإحالته إلى النيابة وإتلاف اللحوم، وتصل العقوبة القضائية إلى الحبس لمدة عام.

أما في حال ضبط لحوم مذبوحة خارج المجازر صالحة للاستهلاك الآدمي، فتتم مصادرتها وبيعها بمعرفة المديرية، وعقوبتها هي الغرامة المالية، بحسب تصريحات صحفية لمسؤولين في الوزارة.

p.p1 {margin: 0.0px 0.0px 0.0px 0.0px; text-align: right; font: 12.0px ‘.Arabic UI Text’; color: #454545}
span.s1 {font: 12.0px ‘Helvetica Neue’}

المصدر / مواقع إلكترونية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ثلاثة × 5 =

زر الذهاب إلى الأعلى