أخبار الدارالرأي

الإفراج عن الناقلة الإيرانية: مضيق جبل طارق يتخلص من لغم عملاق..

الدار/ أحمد الخليفي

لم يطل أمد التشويق طويلا، وصدر قرار الإفراج عن الناقلة الإيرانية "غريس1" التي جثمت طويلا في مضيق جبل طارق، وتخلص المضيق من لغم عملاق.

 ولم يكن من الممكن أن تستمر ناقلة النفط الإيرانية لوقت أطول في مضيق ضيق تعبره أزيد من 120 ألف مركبة بحرية كل عام، كما أن المياه التي "تستضيف" الناقلة هي محط نزاع مستميت بين السلطات الإسبانية وسلطات صخرة جبل طارق، وهو أيضا مضيق للمغرب فيه نصيب كبير، والمغرب وضع نفسه في منأى عن الصراع الأمريكي الإيراني.

كما أن الناقلة العملاقة، وهي محملة بأزيد من مليوني برميل من النفط الخام، ترسو بجوار ميناء جبل طارق الضيق، وهو ميناء تعوّد على استقبال عدد من الغواصات النووية التابعة لبريطانيا أو الحلف الأطلسي، وهي في الغالب غواصات تحتاج إلى إصلاحات، والتي سبق أن كانت مثار جدل كبير بين حكومة الصخرة وحكومة مدريد.

ولا يبدو الإيرانيون وحدهم مرتاحين لما جرى، حيث أن الحكومة البريطانية تبدو بدورها سعيدة بهذه "النهاية الرومانسية"، أولا لأنها تخلصت من جمرة كبيرة في مياه مشتركة بين جبل طارق وإسبانيا والمغرب، وثانيا لأنها ستستعيد قريبا ناقلتها التي احتجزتها إيران في الخليج، حتى وإن كان البلدان يرفضان الحديث عن مبدأ "المقايضة".

مصادر مطلعة على خبايا المحادثات "السرية" بين لندن وطهران تقول إن الإفراج عن الناقلة يخفي بين طياته اتفاقا أكبر، ويتعلق بعدم التعرض لاحقا لأي ناقلة نفط تابعة لإنجلترا أو إيران، سواء في مضيق هرمز أو أي مكان آخر في العالم، وأن قضية النفط الموجه إلى سوريا مسألة غامضة جدا ولا أحد يمكنه أن يمنع إيران من تزويد سوريا بالنفط، لأنها تستطيع ذلك عبر وسائل كثيرة جدا.

وبإمكان البلدان المشرفة على مضيق جبل طارق أن تتنفس الصعداء حاليا، ليس فقط بسبب الإفراج عن الناقلة، بل لأنه لن يتكرر أبدا احتجاز ناقلة نفط أخرى في المنطقة، بعد أن تحول الاحتجاز إلى صفقة سياسية خاسرة لحكومة لندن، ولواشنطن أيضا، بل جنت منها حكومة طهران الكثير من المكاسب.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ستة عشر − 10 =

زر الذهاب إلى الأعلى