أخبار الدارأخبار دولية

أيسلندا تقيم جنازة لخسارة أول نهر جليدي بسبب التغير المناخي

شهدت آيسلندا فقدان أول نهر جليدي لها على الإطلاق بسبب التغير المناخي، إذ يحذر العلماء من أن هذا المصير ذاته يواجه المئات من الصفائح الجليدية على الجزيرة الشبه قطبية نقلاً عن صحيفة The Guardian البريطانية.

بينما شهد العالم مؤخراً أعلى ارتفاع في درجات الحرارة في شهر يوليو/تموز 2019 في التاريخ المسجل، وُضعت درع برونزية على صخرة قحلاء في مراسم أقيمت في مساحة جرداء كانت مغطاة بنهر أوكجوكول الجليدي في فترة من الفترات.

سار نحو 100 شخص صعوداً على الجبل، من بينهم رئيسة وزراء أيسلندا، كاترين جاكوبسدوتير، والمفوضة السابقة لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، ماري روبينسون، بالإضافة إلى باحثين محليين وزملائهم من الولايات المتحدة ممن كان لهم الريادة في مشروع المراسم هذا.

وقالت جاكوبسدوتير: «أتمنى أن تكون هذه المراسم إلهاماً ليس فقط لنا هنا في أيسلندا، بل للعالم أجمع أيضاً، لأن ما نراه هنا هو وجه واحد لأزمة المناخ».

درع برونزي خطاباً للمستقبل 

فيما كُتب على الدرع البرونزي «خطاباً إلى المستقبل»، ويهدف الدرع إلى رفع مستوى الوعي بتدهور الأنهار الجليدية وتأثيرات التغير المناخي.

ويقول الخطاب: «في الـ200 عام القادمة من المتوقع أن تتبع جميع الأنهار الجليدية الطريق ذاته. وهذا التذكار لنقر بأننا نعرف ما يحدث، ونعرف ما الذي يجب فعله. ستعرفون فقط إذا فعلنا ما يتعين علينا».

وكتب عليها أيضاً: «415 جزءاً من المليون من ثاني أكسيد الكربون» في إشارة إلى المستوى المسجل لثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي في شهر مايو/أيار الماضي.

وكان جوليان فايس أستاذ الديناميكا الهوائية، في جامعة برلين، الذي حضر الجنازة برفقة زوجته وابنته ذات السبع سنوات، أحد من حركتهم هذه المراسم.

يقول فايس: «رؤية النهر الجليدي وهو يختفي، شيء يمكنك الشعور به، يمكنك فهمه، ويمكنك أن تراه بوضوح».

وأضاف: «إننا لا نشعر بالتغير المناخي يومياً، إنه أمر يسير ببطء شديد على المقياس البشري، لكنه سريع جداً على المقياس الجيولوجي». 

ذكرى النهر الجليدي المفقود

ويقول سيمين هاو، الأستاذ المشارك في علم الإنسان بجامعة رايس في تكساس إن هذا الدرع هو «التذكار الأول لفقدان نهر جليدي بسبب التغير المناخي في أي مكان في العالم».

وأضاف: «بتخليد ذكرى النهر الجليدي المفقود، نريد التأكيد على ما نفقده، أو ما يموت، حول العالم، ونلفت أيضاً الانتباه لحقيقة أن هناك شيء ما «حققه» البشر، لكنه ليس شيئاً نفخر به».

وأفاد هاو بأن أيسلندا تفقد حوالي 11 مليار طن من الجليد كل عام، ويخشى العلماء من جفاف جميع الأنهار الجليدية التي يزيد عددها عن 400 نهر قبل حلول عام 2200. تغطي الأنهار الجليدية ما يزيد عن 11% من وجه أيسلندا.

جرد علماء الجليد أكوجوكول من كونه نهراً جليدياً في عام 2014، وهو الأول في أيسلندا. في عام 1890، غطت الأنهار الجليدية 16 كيلومتراً مربعاً، لكن في 2012 كانت 0.7 كيلومتر مربع فقط، وفقاً لتقرير من جامعة لأيسلندا في عام 2017.

قال أودور سيغوردسون، عالم الجليد في المكتب الأيسلندي للأرصاد الجوية، لوكالة Agence France-Presse الفرنسية إنه في عام 2014 «اتخذنا قراراً إن هذا لم يعد نهراً جليدياً، إنه جليد ميت وحسب، إنه لا يتحرك».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عشرة + 18 =

زر الذهاب إلى الأعلى