الجزولي: المغرب مستعد لتقاسم تجربته في القطاع الخاص مع بلدان إفريقيا
أكد السيد محسن الجزولي، الوزير المنتدب لدى وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، المكلف بالتعاون الافريقي، أن المغرب على استعداد لتقاسم تجربته في القطاع الخاص مع البلدان الأفريقية الأخرى بشراكة مع ألمانيا في إطار مبادرة مجموعة العشرين للشراكة مع إفريقيا.
وقال الوزير في مداخلة له خلال جلسة نقاش نظمت في إطار القمة حول الاستثمار في إفريقيا المنعقدة أمس الثلاثاء تحت رئاسة المستشارة الالمانية أنغيلا ميركل، في إطار مبادرة مجموعة العشرين للشراكة مع إفريقيا، "إن المغرب، من خلال تجربته، وارتباطه بإفريقيا وعلاقاته مع أوروبا ، على استعداد لتقاسم خبرته مرة أخرى في القطاع الخاص مع البلدان الأفريقية الأخرى بشراكة مع ألمانيا في إطار مبادرة "الاتفاق مع أفريقيا" (كومباكت ويد أفريكا)".
وأبرز أن القطاع الخاص في المغرب سجل تقدما كبيرا ويساهم بشكل ملحوظ في تطوير الاقتصاد الوطني، مشيرا إلى أن هذا القطاع يمثل حوالي 60 في المائة من العمالة الرسمية، مما أسفر عن بروز شركات رائدة في مجالات البناء والطاقات المتجددة والعقارات والصناعات الفلاحية والصناعة الدوائية والتي تمكنت من نقل تجربتها الى إفريقيا وأماكن أخرى في العالم.
وسجل السيد الجزولي أن حيوية القطاع الخاص المغربي تعود إلى انخراطه في إلاصلاحات التي تعرفها البلاد من خلال الاتحاد العام لمقاولات المغرب وتمثيليته داخل مجلس المستشارين (الغرفة الثانية للبرلمان).
وحسب الوزير، فإن مشاركة الاتحادات المهنية في الاستراتيجيات القطاعية قد أعطت أكلها بشكل خاص في صياغتها وتنفيذها، مستدلا على ذلك بقطاعات الطيران والسيارات والصيدلة.
ولفت الوزير الى أن انخراط القطاع الخاص المغربي لم يكن ممكنا دون تبسيط الإجراءات الإدارية مع إنشاء مراكز الاستثمار الإقليمية، والحوافز الضريبية ، بما في ذلك في مجال ريادة الأعمال، والاطار المناسب للشراكة بين القطاعين العام والخاص، وتوفير البنيات التحتية التي احتلت المركز الأول في إفريقيا من حيث النوعية وفقا للمؤشر العالمي للتنافسية للمنتدى الاقتصادي العالمي.
ويرى السيد الجزولي أن مبادرة الشراكة مع افريقيا تشكل فرصة للرفع من مستوى إشراك القطاع الخاص الألماني في إفريقيا من خلال تحديد وتطوير برامج مشتركة ووضع قواعد جديدة وتنفيذ الاصلاحات.
وأضاف أن مبادرة مجموعة العشرين ستساعد بدون شك على تسريع تطور القطاع الخاص في البلدان الافريقية التي تشكل جزءا من هذه المبادرة.
واعتبر المسؤول المغربي أن تطور القطاع الخاص في إفريقيا لا يزال ضعيفا بالنظر الى أنه يواجه عراقيل هيكلية، فضلا عن المنافسة غير المشروعة من طرف القطاع غير الرسمي.
وشدد في هذا السياق على أن الحكومات مدعوة إلى خلق بيئة مواتية لتنمية القطاع الخاص من خلال الشروع في اعتماد سياسة ماكرو اقتصادية تنبني على نظام سعر صرف مرن وسياسة نقدية مضادة للتضخم الى جانب اتخاذ تدابير لتحسين مناخ الأعمال من قبيل تبني نظام جبائي تحفيزي وتبسيط المساطر الادارية والحكامة الجيدة وإبرام اتفاقات التبادل الحر.
يشار إلى أن وزير الاقتصاد و المالية السيد محمد بنشعبون، ترأس الوفد المغربي المشارك في أشغال قمة مجموعة العشرين حول الاستثمار، والذي ضم بالإضافة إلى السيد الجزولي، السادة صلاح الدين مزوار ،رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب وعلي الزروالي ، مدير بالوكالة المغربية للطاقات المتجددة (مازن).
وتروم مبادرة الشراكة مع افريقيا التي أطلقتها ألمانيا خلال رئاستها لمجموعة ال20 تشجيع الاستثمارات في القطاع الخاص والبنيات التحتية من أجل التنمية في إفريقيا، وتوفير فرص العمل للشباب الأفارقة.
وتضم هذه المبادرة الدول الإفريقية والمنظمات الدولية ولاسيما البنك الإفريقي للتنمية وصندوق النقد الدولي ومجموعة البنك العالمي وشركاء ثنائيين لمجموعة العشرين.
وانخرط في إطار هذه المبادرة أحد عشر بلدا إفريقيا، وهي بنين وكوت ديفوار ومصر وإثيوبيا وغانا وغينيا والمغرب ورواندا والسنغال وتوغو و تونس.