المواطن

مركز التكوين بالتدرج جبل درسة بتطوان .. منشأة تمهد طريق الشباب نحو سوق الشغل

على سفح جبل درسة بمدينة تطوان، افتتح مركز التكوين بالتدرج ضمن المركب الاجتماعي "جبل درسة" في عام 2014، ليمهد طريق شباب الحي نحو سوق الشغل من خلال منحهم تكوينا هادفا وتلقينهم مهارات عملية في عدد من المهن.
يبدو مركز التكوين بالتدرج، الذي شيد داخل حي "جبل درسة" الشعبي بدعم من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، كل يوم كخلية نحل نشيطة، إذ يقصده شباب وفتيات الحي، من الذين انقطعوا عن الدراسة بعد مستوى السادس ابتدائي، لتلقي تكوين في مجموعة من مهن الصناعة التقليدية والحرف، تكوين يشكل للمستفيدين بابا مشرعة نحو سوق الشغل وتحقيق اندماج اجتماعي واقتصادي أفضل.
يتوفر مركز التكوين على خمس ورشات مجهزة بشكل كامل لتلقين الشباب والشابات مهن تطعيم ونقش الخشب ونجارة الألومنيوم والحلاقة والفصالة والخياطة العصرية والحلويات، وهي كلها مهن مطلوبة في سوق الشغل على مستوى مدينة تطوان ونواحيها.
وأبرز المصطفى الوهابي، رئيس جمعية التنمية والمحافظة على الصناعة التقليدية، الشريكة في تسيير المشروع، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن جلالة الملك محمد السادس أشرف على تدشين المركز في عام 2014، وأصبح منذ ذاك الوقت منشأة في خدمة شباب هذا الحي، حيث منحهم فرصة ثانية لبناء حياة مستقرة وناجحة، موضحا أن عدد المستفيدين هذه السنة يبلغ 85 شخصا، موزعين على الورشات الخمس، بالإضافة إلى تخرج 310 طالبا خلال السنوات الثلاث الماضية.
وتكريسا لفلسفة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في العناية بالفئات الأكثر هشاشة، رأى هذا المركز النور في أحد أكثر الأحياء هامشية وكثافة على مستوى مدينة تطوان، والذي يبلغ تعداد سكانه أزيد من 44 ألف نسمة، ليشكل بارقة أمل للشباب المنقطع على الدراسة نحو مستقبل أفضل.

 

 

 

ويتيح التكوين في المركز، الذي يمتد من سنة إلى سنتين حسب الحرف، للمستفيدين الحصول على دبلوم مصادق عليه من المكتب الوطني للتكوين المهني أو من طرف التعاون الوطني، وهو ما سيسمح للخريجين بإطلاق مشاريعهم الخاصة، وبالتالي المساهمة في تحريك الدورة الاقتصادية المحلية والحفاظ على مهن تقليدية تتميز بها مدينة تطوان عن غيرها من مدن المغرب.

بورشة تطعيم الخشب، يلتف المستفيدون على شكل مجموعات حول عدد من المؤطرين المؤهلين لتعلم تقنيات رسم النقوش على الخشب، وتحضير أصداف المحار والعظام والمعادن التي تشكل موادا أولية لتزيين الخشب المنقوش، الذي يتحول بفضل يدي الصانع التقليدي إلى تحفة فنية رائعة.
وفيد الخالدي، يافع يبلغ بالكاد 15 ربيعا، ينحدر من حي جبل درسة، كان يداعب بمهارة ودقة حواف إحدى الأصداف على مبرد آلي لمنحها الشكل المناسب، قبل إدخالها في قطعة خشب منقوش تحمل اسم "المبادرة الوطنية للتنمية البشرية".
وقال وفيد لقد "وجدت في المركز فرصة ثانية بعد انقطاعي عن الدراسة، لدي الرغبة والموهبة للتعلم لبناء المستقبل الذي أحلم به"، موضحا أنه تعلم الكثير عن صنعة تطعيم الخشب خلال المدة الزمنية التي قضاها في الورشة، حيث صار يملك معرفة كافية بالمواد الأولية والمعادن والأدوات والآليات وتقنيات هذه الحرفة التي صار يعشقها.
أما يسمينة الوزاني، ذات 15 سنة، فقد جاءت إلى مركز التعليم بالتدرج راغبة في الاستفادة من التكوين المجاني في ورشة الخياطة العصرية وفي ذهنها مخطط للأعوام المقبلة، مبرزة أنه بعد تعلمها على الأدوات المستعملة وكيفية أخذ القياسات وطريقة الفصالة، والشروع في تعلم الخياطة، ستركز جهودها على تطوير مهاراتها أكثر في المجال في أفق الحصول على دبلوم يمكنها من ولوج سوق الشغل.
ولم تخف مؤطرة ورشة الحلاقة، ليزياء الإيراري، الرغبة الكبيرة التي تحدو كافة المستفيدين والمستفيدات لتعلم مهنة تساعد الشباب والشابات على الاشتغال وتحقيق نجاح ذاتي، بالرغم من الظروف التي تعيشها العديد من الأسر بالحي، موضحة أن إدارة المركز تسهر على توفير كافة المتطلبات ليكون التكوين ذو جودة عالية.
بحي "جبل درسة"، يشكل مركز التكوين بالتدرج سدا يحمي جيل الشباب من مخاطر الانحراف، ففي المركب الاجتماعي، الذي أنشئ بغلاف مالي قدره 16 مليون درهم، توجد دار للجمعيات وفضاء رياضي وورشة للموسيقى وروض للأطفال للعناية بكافة الفئات العمرية من سكان المنطقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

سبعة عشر + سبعة عشر =

زر الذهاب إلى الأعلى