أمزازي: برنامج “التربية 2” ثمرة شراكة نموذجية مع الاتحاد الأوربي
قال وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، السيد سعيد أمزازي، أمس الأربعاء بالرباط، إن برنامج المساعدة التقنية ودعم إصلاح التربية الوطنية "التربية 2" يعد ثمرة شراكة فريدة ونموذجية تربط المغرب بالاتحاد الأوروبي.
وذكر السيد أمزازي، خلال افتتاح لقاء إخباري حول برنامج التعاون "التربية 2"، بأهداف هذا البرنامج والنتائج المنتظرة منه، موضحا أن الاتحاد الأوروبي يمثل شريكا تفضيليا بالنسبة للمملكة يواكب باستمرار مختلف إصلاحات منظومة التربية بالمغرب.
وأشاد بدعم الاتحاد الأوروبي المتواصل لقطاع التربية منذ وضع الميثاق الوطني للتربية والتكوين سنة 1999، وعلى امتداد تفعيل البرنامج الاستعجالي 2009-2012، وكذا الرؤية الاستراتيجية 2015-2030.
وأبرز أيضا الدعم الهام الذي يقدمه الاتحاد الأوروبي لمنظومة التربية بالمغرب، الذي تجسد من خلال برنامج أول أطلق عليه "ميدا 1"، وغطى فترة 1999-2006 بتمويل بلغ 444 مليون درهم، ثم "ميدا 2" (2006-2008) بغلاف مالي بقيمة 222 مليون درهم، مؤكدا أن المرحلة الأولى من برنامج الدعم "التربية 1" غطت الفترة 2009-2012، بتمويل ارتفع إلى 1200 مليون درهم، ثم برنامج الدعم "التربية 2" الذي يمتد على الفترة 2015-2018 بتمويل بقيمة 1056 مليون درهم.
من جهة أخرى، أشار الوزير إلى أنه تم رصد تمويل إجمالي يقارب 2,9 مليار درهم خلال الفترة الممتدة بين تاريخ وضع الميثاق الوطني للتربية والتكوين (1999) وتفعيل الرؤية الاستراتيجية 2015-2030.
وأضاف أن تنفيذ برنامج " التربية 2" يتماشى بشكل تام مع مخطط العمل التنفيذي للوزارة، من خلال محاوره الخمسة المتمثلة في التكوين الأساسي والمستمر لفائدة الأساتذة، والتخطيط المدرسي متعدد السنوات، وتعزيز القدرات في مجال التدبير، وتطوير الموارد البيداغوجية، فضلا عن تعزيز الأنظمة المعلوماتية والقدرات التواصلية للوزارة.
وسجل في هذا الصدد أنه في إطار تفعيل الرؤية الاستراتيجية 2015-2030، التي أعدها المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، باشرت الوزارة عدة أوراش بهدف إرساء مدرسة جديدة تتمحور حول ثلاثة مبادئ أساسية تهم الإنصاف وتكافؤ الفرص، والجودة للجميع، والنهوض بالفرد والمجتمع.
وذكر بأنه وفقا للتعليمات السامية لجلالة الملك محمد السادس تم إعداد برنامج تنفيذي يتعلق بدعم التمدرس وتفعيل إصلاح التربية والتكوين، وتقديمه لجلالة الملك بمناسبة الدخول المدرسي 2018-2019، مشيرا إلى أن جلالته يعطي دفعة قوية للبرامج الاجتماعية الرامية إلى محاربة كافة المعيقات السوسيو-اقتصادية للتمدرس، لا سيما تقليص الأعباء المالية التي ترهق الأسر.
وأكد السيد أمزازي أنه تم الشروع، منذ مطلع الموسم الدراسي، في تعزيز برنامج "تيسير" للدعم المالي المشروط وتحصين مكتسباته، وكذا تفعيل برنامج تعميم وتطوير التعليم الأولي. ويتعلق الأمر أيضا بتعزيز منظومة الدعم الاجتماعي في ما يتعلق بالداخليات والمطاعم والنقل المدرسي، إضافة إلى ملاءمة التكوينات مع سوق الشغل وتحسين تعلم اللغات الأجنبية.
من جهتها، أعربت السفيرة رئيسة مفوضية الاتحاد الأوروبي بالمغرب، السيدة كلوديا ويدي، عن ارتياحها للتقدم الحاصل على مستوى إصلاح التربية الذي يستفيد من دعم مهم من قبل الاتحاد الأوروبي، بغية إنجاح مشروع الإصلاح الذي تحمله الرؤية الاستراتيجية 2015-2030. وذكرت بأهمية التعاون الوثيق والمثمر بين المغرب والاتحاد الأوروبي منذ أزيد من 20 سنة، مشيرة إلى أن برنامج "التربية 2" يهدف إلى وضع أسس مدرسة جديدة تقوم على مبادئ الإنصاف وتكافؤ الفرص ودعم التعليم الإجباري في مختلف جهات المملكة.
وأضافت أن دعم إصلاحات منظومة التربية يعد من بين أولويات الاتحاد الأوروبي، من أجل مواكبة مختلف البلدان في تعميم التمدرس وإعداد استراتيجيات للتكوين وتعزيز مختلف الكفاءات المهنية للفاعلين في هذا القطاع.
وتوخى هذا اللقاء، الذي نظم بتعاون مع مفوضية الاتحاد الأوروبي بالرباط، إطلاع مختلف الأطراف المعنية، على المستوى المركزي والجهوي والإقليمي، على هذا البرنامج وأهدافه وبرنامج تفعيله وكذا تقاسم النتائج الأولى والأنشطة المقبلة.
ويندرج برنامج "التربية 2"، الذي رصد له غلاف مالي بقيمة 960 مليون درهم كمساعدة لميزانية الدولة المغربية، و51,7 مليون درهم لعمليات الدعم التقني للفاعلين في المنظومة التربوية المغربية، في إطار الشراكة القائمة بين المغرب والاتحاد الأوروبي في مجال التربية والرامية إلى تقديم الخبرة التقنية لوزارة التربية الوطنية.