أخبار الدار

عمر الشرقاوي لـ”الدار”: العثماني تعدى سلطة الاقتراح إلى سلطة الملك في التعيين

الرباط/ مريم بوتوراوت

 اعتبر عمر الشرقاوي، الأستاذ الجامعي والمحلل السياسي، أن تصريحات رئيس الحكومة سعد الدين العثماني حول مستجدات التعديل الحكومي، التي أدلى بها يوم أمس الأحد، تحمل الكثير من الخلط بين سلطة الاقتراح وسلطة التعيين.
وقال الشرقاوي، في تصريح لـ"الدار"، إن الإعلان عن المستجدات جاء مباشرة بعد اللقاء مع الملك "إذن هذا اللقاء الذي لا نعرف مضامينه فتح الباب أمام رئيس الحكومة للتعبير عن بعض كواليس الحكومة"، مضيفا "اليوم هناك مشكل، فرئيس الحكومة لا يقرر في تشكيلة الحكومة فله سلطة الاقتراح، والملك التعيين، ومن التصريحات يظهر أنه تجاوز اختصاصات الاقتراح وتجاوزها إلى سلطة التعيين، التي تحدد من هي البروفايلات وانتماءاتها الحزبية أو التكنوقراط".
تبعا لذلك، يرى المحلل السياسي عمر الشرقاوي، أن العثماني "تكلم بحتمية لا تتناسب مع دائرة الاقتراح المخولة لرئيس الحكومة طبقا للفصل 47 من الدستور".
على صعيد آخر، انتقد الشرقاوي طريقة الإفصاح عن المعطيات، التي كشف عنها رئيس الحكومة، معتبرا أن تقديمها "في نشاط حزبي يقدم صورة سيئة عن رئيس حكومة يمثل كل المغاربة ويدرك حاجتهم الى معطيات حول ما يجري في تشكيل حكومتهم، إذ كان من الأولى أن يقوم رئيس الحكومة، بعد انتهاء الجولة الأولى، أن يضع الرأي العام والصحافة في قلب مجريات تشكيل حكومة المغاربة وليس حكومة حزب العدالة والتنمية". 
معطى آخر أشار إليه المحلل السياسي هو أن "الزمن السياسي لتعديل جزئي للحكومة يبدو أنه فاق المنطق الذي تحكم في تشكيل الحكومة وتعديلها في تاريخ 32 حكومة باستثناء البلوكاج الأخير، إذ إن تشكيل الحكومات كان لا يتجاوز أربعين يوما، وحاليا نتحدث عن شهرين في تعديل جزئي، فيما رئيس الحكومة في تشكيل حكومته سنة 2017 لم يتجاوز ثلاثين يوما بعد تسلمه ظهير التكليف".
وتابع الشرقاوي "صحيح أن التعديل لا يربك المؤسسات ولا يمس السير العادي لها، لكن هذا التأخر يعطي صورة سلبية حول تفاعل الفاعل السياسي مع الزمن الذي لا يعطيه قيمة"، وهو ما ينضاف إلى أنه "ربما هناك نوع من البلوكاج الخفي والشد والجذب داخل التحالف الحكومي، وربما صراع حول توزيع الكعكة ومنافسة قوية من الأحزاب حول الحصول على نصيب أكبر من المناصب"، ما يعني، حسب المتحدث، أنه "ستكون هناك ولادة عسيرة لحكومة العثماني في نسختها الثانية".

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

2 × خمسة =

زر الذهاب إلى الأعلى