بنعزيز: ضعف الفيلم المغربي وراء العزوف عن دور السينما
الدار/ فاطمة الزهراء أوعزوز
تعيش مجموعة من القاعات السينمائية بالمغرب اليوم على وقع هجرانها من طرف محبي الفن السابع، حيث أصبحت كثير من القاعات توظف، اليوم، لأغراض أخرى غير السينما، بينما هناك مجموعة من القاعات الأخرى المجهزة بأحدث التجهيزات، والتي تعكف على تقديم مجموعة من الأفلام الحديثة، غير أنها تشكو من عزوف الجمهور، الأمر الذي يثير مجموعة من التساؤلات، خصوصا فيما يخص أسباب هذه العلاقة التي يصفها الباحثون بالباردة بين المتلقي المغربي والقاعات السينمائية.
يقول الناقد السينمائي والمخرج محمد بنعزيز في اتصال مع موقع "الدار"، أنه لرصد سبب عزوف الجمهور عن القاعات، يجب الوقوف على مجموعة من النقاط الأساسية من ضمنها وعلى رأسها ضعف المعروض خاصة عندما يتعلق الأمر بالفيلم المغربي الذي لا زال يعاني من عدم وجود تسلسل في الأحداث، التي يجب أن تتطوّر تصاعدياً، متّجهة نحو المستقبل، وهو ما لا يحصل في أفلامٍ مغربية كثيرة، لتحلّ محلّه قفزات غير مفهومة. والأسوأ ألا يجد السيناريست نهاية منطقية للفيلم، وبالتالي فهو يخترع نهاية تافهة، يسمّيها النقاد "نهاية مفتوحة"، تحتمل ألف تأويل.
وأكد بنعزيز أن الأفلام التي تعرض حاليا في القاعات لا تتماشى مع الواقع، فضلا عن الحشو الذي لا محلّ له من الإعراب في بعض الأفلام، حيث يعتقد السيناريست أن المتفرّج في قمة الغباء، فيقوم بالتعمّق في أشياء تافهة، فيصبح الحوار طويلاً ومملاً.
ومن الأسباب الأخرى التي أدت إلى العزوف قال بنعزيز أنها تمكن في كثرة مشاهد الـ"فلاش باك"، الذي يجعل السرد "متقطعاً"، بسبب الذهاب والإياب بين الماضي والحاضر. وهذا يقلق المُشاهد الذي لا يعرف إذا كان ما يشاهده يقع في الحاضر أو الماضي، فضلا عن أن المتفرّج يجد نفسه أمام القصص نفسها، حيث لا يوجد إبداع أو أفكار جديدة، وبالتالي، نلاحظ أن الأفلام كلها متشابهة لتكون أحداث الفيلم المغربي غير مشوقة، حتى إن المتفرّج يتنبأ بها مسبقاً، فضلا عن كون عنوان الفيلم في كثير من الأحيان لا علافة له بالقصة، أو تكون فكرته مقتطفة من فيلم أو مسلسل أو رواية أجنبية، ينسبها السيناريست لنفسه.
وأضاف المتحدث، أنه مهما تكن اللغة السينمائية، فالسيناريو هو "القطعة الأرضية" التي سيبنى عليها الفيلم، موضحا أن هذه كلها نقاط ضعف ينبغي مكافحتها لإرجاع الجمهور إلى قاعات السينما. رغم أن جل صناع اأفلام المغاربة يرددون بكل تكبر أن "شباك التذاكر ليس معياراً".
وأشار في النهاية أنه ومن خلال رصد العزوف رقمياً، يتبين أنه قد بيعت 212 مليون تذكرة في فرنسا لجمهور يتألف من 68 مليون نسمة، بينما بيعت مليون تذكرة فقط في المغرب، الذي يبلغ عدد سكانه 34 مليون نسمة. ويعزز موقفه بالقول إن "هذا عار على بلدٍ، تقارن نخبه نفسها بفرنسا كثيراً. في المداخلات.