التجسس السيبرنتيكي على منجب والبوشتاوي.. أمنستي تراهن على أرقام خاسرة
أثار تقرير لمنظمة العفو الدولية تزعم فيه أن المعطي منجب والمحامي الهارب إلى الخارج عبد الصادق البوشتاوي تعرضا لهجومات متتالية من قبل برمجيات معلوماتية خبيثة طورتها إحدى الشركات الإعلامية الإسرائيلية، (أثار) موجة من علامات الاستغراب والتساؤلات في صفوف المتتبعين للمسار "النضالوي" للإثنين، خصوصا حول المغزى من هذه الخرجات الإعلامية التي لا تتناغم وحجم وتأثير الرجلين على المستوى الإقليمي والدولي.
ومرد هذه التساؤلات التي طرحتها عدة مصادر، يعود أساسا إلى الغاية أو الهدف الذي قد يقود، ولو فرضيا، شركات أو جهات تنشط على الصعيد العالمي، وتعمل وفق أجندات تتقاطع فيها المصالح عبر الوطنية، إلى استهداف ناشطين محليين، كل رصيدهما النضالي لا يعدو كونه تلقي تمويلات أجنبية واستعمالها في ممارسة النضال المصطنع، أو استعمال تقنية البث المباشر التي يوفرها "فيسبوك" في المزايدة على القضاء والمؤسسات العمومية بالمغرب.
فالمعطي منجب، الذي تنحصر سيرته الذاتية في اللعب على حبال الاسترزاق الحقوقي واستجداء التمويلات الدولية، لم يسبق له أن تبنى أو أدلى، ولو بالصدفة، بأي موقف أو رأي بخصوص الملف النووي الإيراني أو الطائرات المسيرة التي استهدف بها الحوثيون الأراضي السعودية، حتى نقول أنه مستهدف من الاسرائيليين، والأمر نفسه الذي ينطبق على المحامي البوشتاوي، الذي اختار الفرار إلى الخارج والدفاع عن موكليه عبر "فيسبوك" عوض قاعات المحاكم، ولم يكن في أي يوم من الأيام جزءً من معادلات الصراعات الدولية حتى يتم قرصنة شبكات "ياهو" و "جوجل" وتطبيقات "واتساب" من أجل استهدافه هو الآخر.
ولتأكيد طابع المظلومية والاستهداف الذي يغيب في حالة الرجلين، فقد انطلق تقرير منظمة العفو الدولية إلى سرد عناوين فضفاضة للمتابعات القضائية التي كان كل من منجب والبوشتاوي طرفا فيها لأسباب متعددة وسياقات مختلفة، قبل أن يربط بين هذه المحاكمات التي انحصرت في السياق المحلي المغربي، وبين ادعاءات تعرض الإثنين لهجمات "سيبرنتيكية" منظمة من قبل جهات إسرائيلية تنشط على المستوى الدولي.
فقد بنى تقرير العفو الدولية خلاصاته حول استهداف النشطاء المغاربة على تصريحات شفوية صادرة عن الإثنين، حيث أكد أن المعطي منجب "يظن" أنه يخضع منذ سنة 2015 للتعقب من قبل برمجيات خبيثة، وأن البوشتاوي تلقى "حسب ذكرياته" عدة رسائل تتضمن برامج تجسس، دون أن يتم دعم هذه الظنون والذكريات بأية خبرات تقنية أو مراجعات صادرة عن المختبرات العالمية التي تنشط في مكافحة البرمجيات المعلوماتية، وكأن كشف هذه البرمجيات، وإن وجدت، يمكن إثباته فقط بمجرد نشر شاشات هاتفي الناشطين وهي تتضمن صورا لرسائل نصية يتلقى مستخدمو شبكة الأنترنيت الملايين مثلها كل يوم، ولم يسبق لأي واحد منهم أن ادعى بأنها روابط لمواقع تجسس عالمية.
ومن غير المستبعد، حسب المتتبعين لهذا الملف، أن تكون منظمة العفو الدولية تتماهى حد التصديق مع مزاعم بعض المحسوبين على النضال، من أمثال البوشتاوي ومنجب، في محاولة للبحث لهم عن بطولة مجانية في العالم الافتراضي، خصوصا بعدما أضحى تأثيرهم في الفضاء الواقعي ضعيفًا ومحدودا وأصبحت مزاعم الاستهداف المادي لهم غير قابلة للتصديق من طرف المنظمات الحقوقية الوطنية والدولية. ولكن – للأسف- في حالة المعطي منجب والبوشتاوي تكون منظمة أمنستي قد راهنت على نكرتين مجهولتين ليس فقط دوليًا وإنما حتى للسواد الأعظم من المغاربة.