أخبار دولية

بوتفليقة.. حي وميت لولاية خامسة

الدار/ فاطمة الزهراء أوعزوز

حالته الصحية  لا يمكن وصفها إلا ب"المتراجعة"، وكرسيه المتحرك  يحول بينه وبين الحركة، أما عن سلطة اتخاذ القرار… فحدث ولا حرج، كانت هذه هي السمات البارزة التي تطبع حياة بوتفليقة، والتي اعتدت بها مواقع التواصل الاجتماعي للوقوف في صف المعارضة الرافضة لترشح بوتفليقة لعهدة خامسة، وجاء هذا الرفض جراء إعلان الحزب الحاكم نيته لترشيح جديد يخص الرئيس المقعد. موقع "الدار" يرصد الموضوع.

"بوتليقة مرشحا للرئاسة لعهدة خامسة"، هذا هو القرار الذي خرج به  الأمين العام لجبهة التحرير الوطني، الحزب الحاكم في الجزائر،  جمال ولد عباس. مؤكدا أن الرئيس  عبد العزيز بوتفليقة سيكون مرشح حزبه في الانتخابات الرئاسية التي سيتم إجراؤها في أبريل 2019.

أسباب هذا الجدل والرفض الدائر على شبكات التواصل الاجتماعي مرده إلى العديد من الأسباب، خصوصا وأن بوتفليقة تقلد منصب الرئاسة منذ سنة 1999، ليستمر في كرسي القيادة والتسيير لأربع ولايات واليوم يعقد النية على الاستمرار، الذي لا يثنيه عن التراجع بالرغم من حالته الصحية "المضطربة"، خصوصا وأنه عاجز عن الحركة ولا يقوى على ممارسة الحياة اليومية بكامل حريته، بالنظر لتعدد المعيقات الصحية التي تقف حائلا يعيقه عن ذلك.

ويشار أن حملة السخرية الرافضة لاستمرار بوتفليقة على رأس ولاية جديدة، لم تقتصر فقط على الشباب الجزائري فحسب، إنما شملت المغاربة أيضا الذين عبروا عن رفضهم القطعي لهذه الخطوة، معتبرين أن القبول برئيس لا يقوى على الحركة، يعتبر تهديدا حقيقيا لمستقبل البلاد، خصوصا وأن الرئيس المحتمل يعاني مجموعة من الاضطرابات الصحية التي لا تسعفه من اتخاذ القرارات الصائبة.

ويذكر أن  رئيس حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، محسن بلعباس، قد أكد قبل أيام أن الشباب في الجزائر بلغ مرحلة من اليأس ويمر بمشكلات بالغة الخطورة، في أفق التعبير عن التخوفات التي قد تهدد مصالحهم في حال تم القبول بتفعيل هذه الخطوة التي تم اعتبارها "خطوة غير مقبولة البتة".

غير أن السبب الذي يساهم في تأجيج هذا الجدل، هو كون الشعب الجزائري وكذلك المواطنين المغاربة المتابعين للشأن الجزائري، على أتم العلم والمعرفة أن الرئيس بوتفليقة لا يتجاوز حدود الصورة الوهمية لنظام حاكم غير حقيقي، لأن الفاعل الأساسي الذي يدبر اللعبة لا يخرج للعن ويكتفي بتحريك كرسي بوتفليقة في محاولة لإيهام الشعب أن له رئيسا على قيد الحياة، وبكامل قدراته العقلية والصحية التي بوسعها أن تؤهله لإدارة الشأن العام في البلاد.

ويرجع هذا الرفض، إلى الأوضاع التي يصفها المدونون على المنصات الرقمية، إلى أوضاع البلاد التي يصفونها بالمتهرئة، في ظل انعدام فرص الشغل التي بوسعها أن تستوعب الخريجين والطاقات الشابة، معتبرين أن الاستمرار في هذه "المهزلة" يعتبر مخاطرة بحياة العديد من المواطنين، لأن الأمر سيكون بمثابة بداية لترسيم مجموعة من الإجراءات والقرارات غير الصائبة التي ستعدم حياة المواطنين في  الحق في العيش الكريم.

في مقابل ذلك فقد انتشرت مجموعة من الصور على الفيسبوك، والتي تخص نائبة برلمانية ترشحت لنيل رئاسة الجزائر، وهو الأمر الذي فتح نقاشا عاما يتجه في التشجيع على التصويت عليها، في أفق اعتمادها الحل الوسط الذي بوسعه أن يخلص الشعب الجزائري من رئاسة عبد العزيز بوتفليقة، التي يعتبرها الشعب الجزائري مجرد أكذوبة ومحاولة الضحك على الذقون على حد تعبير المغردين على مواقع التواصل الاجتماعي.

 

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

سبعة عشر − 12 =

زر الذهاب إلى الأعلى