أخبار الدار

لحماية الصبار بكلميم واد نون من الحشرة القرمزية..إطلاق وحدات متنقلة لتعقيم صناديق وآليات نقل هذه الفاكهة

في خطوة، هي الأولى من نوعها على الصعيد الوطني، وبهدف حماية حقول الصبار بجهة كلميم واد نون من الحشرة القرمزية، أطلق المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية (أونسا)، أمس الثلاثاء بجماعة الشاطئ الأبيض (إقليم كلميم)، وحدات متنقلة لتعقيم صناديق وآليات نقل هذه الفاكهة.

وهذه الوحدات، التي تم إطلاقها خلال يوم تحسيسي نظمته الغرفة الفلاحية لجهة كلميم واد نون حول" الحد من مخاطر الحشرة القرمزية ومكافحتها " هي عبارة عن سبع شاحنات مزودة بآلات رش (محملة بأدوية ) لمعالجة شاحنات النقل وكذا الصناديق البلاستيكية المخصصة لنقل فاكهة الصبار والتي اقتناها المكتب في إطار صفقة للحد من مخاطر هذه الآفة والقضاء عليها بالجهة.

وأكدت المديرة الجهوية للمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، صفية التوزاني، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، ولضمان فعالية عمل هذه الوحدات المتنقلة، أنه تم خلق "نقاط استراتيجية" لمرور هذه الوحدات التي تتميز بالسرعة في التعقيم عكس العمليات السابقة التي تتم، إما عبر الأحواض أو بالرش التقليدي، وهذا ما يضمن، وفق السيدة التوزاني ربح رهان الوقت " العامل الحاسم في محاربة هذه الآفة".

وتتكون الوحدة، بالإضافة الى آلات الرش، التي تتميز بالقوة بهدف رش وسائل النقل والصناديق مجتمعة دون الحاجة الى إنزالها من وسيلة النقل، من مولدات وخزانات.

ولضمان النجاعة تؤكد التوزاني، في ذات التصريح، أن الفلاحين، الذي قدمت لهم شروحات عبر تجربة ميدانية خلال اليوم الدراسي، مدعوون الى طلب "تصريح بالمرور" (laissez passer)، الذي يمنحه المكتب لكل وسيلة نقل تم تعقيمها، وذلك حفاظا على حقولهم وحماية لها من هذه الحشرة التي تنتقل عبر وسائل عدة، منها الرياح ووسائل النقل ووبر الحيوانات (النشاط الرعوي) والتبن، و حتى عبر الإنسان أيضا (الأحذية).

وبخصوص الأدوية التي يتم استعمالها في عملية التعقيم، أبرزت السيدة التوزاني أنه تمت دراستها وأجريت عليها أبحاث علمية وتجارب في مختبرات، وأبانت عن فاعليتها ونجاعتها لمحاربة الحشرة القرمزية.

كما أكدت، وبعد مداخلات واستفسارات عدد من المزارعين الذي حضروا اليوم التحسيسي (حوالي 200 فلاح) أن هذه الأدوية لا تأثر سلبا، لا على الإنسان ولا على البيئة ولا على الحيوان، لا سيما بعد التخوفات التي أبداها النحالون بالمنطقة خوفا على خلايا النحل .

وفي ذات السياق، دعت السيدة التوزاني جميع الشركاء للتجند لمحاربة هذه الحشرة، التي ظهرت أول مرة بجهة كلميم واد نون في يوليوز 2018 وبالضبط بجماعة أسبويا بإقليم سيدي إفني، الى إشراك الجمعيات المهنية في معالجة حقولهم وتتبع تطور الإصابة وضرورة تفاعل الفلاحين ومشاركتهم لا سيما في التسريع بالإبلاغ عن الإصابات.

وبعد أن ذكرت بالبرنامج الوطني الاستعجالي لمحاربة الحشرة القرمزية، الذي يرتكز على ثلاثة محاور للتدخل تتعلق بالمعالجة الكيماوية وعمليات القلع والتدمير، أكدت اللجوء حاليا الى عملية جديدة في الطمر باستعمال البلاستيك (يستعمل في الفلاحة المغطاة).

وأوضحت أن هذه الطريقة الجديدة، التي ابتكرها أحد مهندسي المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية (أونسا) بجهة كلميم واد نون ، التي يتم فيها قتل الحشرة القرمزية بدون مبيدات عبر طمرها والضغط عليها بالأحجار، تؤدي بسرعة الى تحلل وتخمر قرنق الصبار.

وتطرقت أيضا الى أن عملية استكشاف الحقول المصابة بالآفة تتم بطرق حديثة، سواء تلك التي يقوم بها فريق (الأونسا) بشكل روتيني أو تلك المبلغ عنها من قبل الفلاحين، حيث يحدد المكتب موقع الإصابة "جغرافيا " (عبر تقنية جي بي إس) وبالتالي تكوين ملف لكل بؤرة ليتم بعد ذلك تحديد طريقة المعالجة.

أما رئيس الغرفة الفلاحية لجهة كلميم واد نون، مبارك النفاوي، فاعتبر أن الهدف من تنظيم هذا اليوم، الذي نظم بجماعة الشاطئ الأبيض المعروفة بوفرة حقول الصبار، هو تأطير وتوعية الفلاحين بخطورة انتشار الحشرة التي غزت المنطقة بالرغم من المجهودات الجبارة التي تقوم بها وزارة الفلاحة.

كما رام اليوم التحسيسي، الذي نظم بالإضافة الى ال(الأونسا) بشراكة مع وكالة تنمية الأقاليم الجنوبية والمديرية الجهوية لوزارة الفلاحة والمكتب الوطني للاستشارة الفلاحية، إشراك الفلاحين في عملية مكافحة الحشرة، بقيامهم بمراقبة الحقول والوقوف على عملية الرصد والقيام بالعمليات الاستباقية لاحتواء هذه الحشرة قبل تدخل لجان وفريق ال(الأونسا) .

وبفضل هذه العمليات الاستباقية وتزويد الفلاحين بالأدوية وآلات الرش وغيرها من مستلزمات محاربة الحشرة، يقول السيد النفاوي، تمت معالجة 400 هكتار من حقول الصبار بجهة كلميم واد نون .

أما المدير الجهوي للفلاحة بجهة كلميم واد نون، محمد الضرفاوي، فأكد أن منتجي الصبار الذين شاركوا في اليوم التحسيسي عبروا عن إرادتهم القوية في المشاركة في جميع مراحل محاربة الحشرة القرمزية من الاستكشاف الى التبليغ بالإصابة الى المشاركة المباشرة، مع الفرق المعنية والمختصة في عمليات المكافحة.

تميز اللقاء بالقيام بتجارب ميدانية، من كيفية خلط المبيدات وتركيب آلات الرش والقلع في الحقول (…) أشرف عليها مهندسون و تقنيون متخصصون تابعون ل (الأونسا)، أو جنود الخفاء، الذين يشتغلون ميدانيا على وقاية حقول الصبار من هذه الآفة ومحاربتها تفاديا لانتشارها.

يذكر أن المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية سبق وأن أكد في شهعر غشت من السنة الحالية أن نسبة إصابة الصبار بجهة كلميم بالحشرة القرمزية لا تتعدى 1 في المائة من المساحة الإجمالية المغروسة من هذه النبتة بالجهة التي تقدر بنحو 90 ألف هكتار .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ثلاثة + 4 =

زر الذهاب إلى الأعلى