جون أفريك عن الياس العماري : السقوط النهائي!
الدار/ جون أفريك
بعد أن واجه حراك الريف، مرورا بغضبة ملكية، وصولا الى الإطاحة به أمانة حزبه، غادر الياس العماري، رئاسة مجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة، وهو الذي كان يعتبر منذ فترة طويلة أحد أقوى السياسيين في المغرب، لتعلن وزارة الداخلية المغربية شغور هذا المنصب.
وأعلن المجلس في 17 أكتوبر الجاري، عن فتح باب الترشيح لمنصب رئيس الجهة، في رسالة تناقلتها شبكات التواصل الاجتماعي، كما نشرت رسالة من والي الجهة، محمد امهيدية، الذي أبلغ عن قرار شغور منصب احدى أهم جهات المملكة.
سقوط رجل "قوي"
اعلان، فاجأ الجميع، لكون يهم سقوط مثير للإعجاب، لرجل "قوي" يدعى إلياس العماري، الذي كان يعتبر الى الأمس القريب، واحدة من الشخصيات الأكثر نفوذا والأكثر إثارة للاهتمام في المملكة، كما قدمناه في المجلة، في عام 2016. رجل عاش حياة سياسية استثنائية، من عائلة متواضعة.
في عام 2018، ترك العماري منصبه كأمين عام لحزب الأصالة والمعاصرة، المعارض للحكومة، التي يقودها الإسلاميون، اذ برر رحيله آنذاك، برغبته في الحرية، فيما أكد مؤسسي الحزب، أن الياس غادر المنصب تحت الإكراه.
غضبة ملكية
في عام 2017، أعلن إلياس العمري استقالته من الحزب، بعد أن طالته غضبة ملكية بسبب حراك الريف، بعد أن استشعر بأنه معني بالخطاب الملكي الذي انتقد بشدة فشل الطبقة السياسية في إدارة الحراك، والقيام بأدوار الوساطة بين الدولة والمجتمع.
وجهت لإلياس العمري، الذي تعرض لسوء معاملة من جانب حزبه الأصالة والمعاصرة ، انتقادات لاذعة لفشله في مواجهة الإسلاميين، وعدم قدرته على اقتراح بدائل للتنمية، كما كشف الرأي العام عبر الصحافة، عن تأخيره في أجرأة بعض المشاريع التي أعلن عنها ببهاء كبير، مثل مدينة محمد السادس التقنية بطنجة.
لم يعلن أي حزب، اعتبارًا من 18 أكتوبر الجاري ، ترشحه لانتخابات شغل منصب رئيس جهة طنجة الحسيمة تطوان، اذ تم تحديد الموعد النهائي لتقديم الطلبات عند منتصف ليلة 22 أكتوبر الجاري، رغم أن حزب الأصالة والمعاصرة، القوة السياسية الرائدة في الجهة، بإمكانه الاحتفاظ برئاسة الجهة، خاصة وأن عددًا من الأحزاب السياسية لاتولي أي اهتمام بتولي مسؤولية هذه الجهة، التي تعاني من توترات اجتماعية حادة.