الاستثمار في إفريقيا .. المغرب يحظى بموقع متميز على الصعيد القاري
يشكل منتدى الاستثمار في إفريقيا، الذي افتتح اليوم الأربعاء بجوهانسبورغ، فرصة للمغرب لإبراز المؤهلات الواعدة التي يزخر بها في شتى القطاعات الحيوية، والتي تجعل منه، إلى جانب جنوب إفريقيا، أول وجهتين جاذبتين للاستثمار في القارة الإفريقية.
ويأتي هذا المنتدى، الذي ينظمه البنك الأفريقي للتنمية، في وقت بدأت فيه أفريقيا تفرض نفسها على المستثمرين الدوليين باعتبارها منطقة للاعمال والنمو. ويتعلق الأمر بمعطى قاري جديد يتيح للمملكة فرصة مواصلة حضورها القوي بفضل مؤهلاتها الواضحة للعيان منها الاستقرار السياسي ومناخ الأعمال الذي أصبح أكثر جاذبية من خلال الإصلاحات التي تم تنفيذها خلال العقدين الأخيرين. وهكذا سيشارك الوفد المغربي الهام، الذي سيتوجه إلى جوهانسبرغ ، في محاور ذات أهمية كبيرة خلال الاجتماع، منها الإطار السياسي لمجموعة العشرين مع إفريقيا ، ومكانة قطاع الطاقة في تحول أفريقيا والتصنيع في القارة مع صعود قوى قارية.
ويتضح جليا، بالنظر الى مختلف المحاور المعتمدة للمناقشات في المنتدى، بدء بالفلاحة والطاقة المتجددة ،ومرورا بالبنية التحتية والصناعة والخدمات المالية، أن المغرب يفرض نفسه في هذه المجالات من خلال مؤهلات مؤكدة تجعله من أهم الوجهات للاستثمار.
وفي هذا السياق، يعتبر المنتدى الاقتصادي العالمي في وثيقة بعنوان "عام الفرص لإفريقيا" أن المغرب، على غرار كينيا وإثيوبيا ورواندا، يواصل استقطاب استثمارات مهمة في هذه المجالات، وهو ما يؤكد أن لديه مستقبل مشرق في إفريقيا. فالأمر يتعلق بتوجه يندرج في إطار أكثر شمولي، يؤكد صعود أفريقيا، التي أصبحت تفرض نفسها أكثر في العديد من القطاعات الواعدة منها الفلاحة والبنيات التحتية الأساسية، وذلك حسب مراكز الأبحاث ، مثل "معهد بروكينغز"، الذي يشير الى ان المغرب يعد من بين البلدان الأفريقية التي تتوفر على موقع جيد للاستفادة من تجدد اهتمام المستثمرين بأفريقيا في هذه القطاعات الواعدة. كما أن خاصية المغرب كوجهة اختيار للاستثمار لم تعد بحاجة الى البرهنة عليها وهذا هو استنتاج العديد من المراكز الدولية، وكان آخرها "إرنست ويونغ" أحد أكبر مجموعات الافتحاص المالي والاستشارة في العالم.
وقال جراهام طومسون مدير أفريقيا في المركز إن المغرب تمكن من زيادة جاذبيته للمستثمرين الأجانب بفضل الاستقرار السياسي الذي تتمتع به المملكة والإصلاحات الجريئة التي تم اعتمادها في السنوات الأخيرة. ويرى ان المغرب استطاع تهيئة بيئة ملائمة للاستثمار من خلال سلسلة من الإصلاحات، تقدم ضمانات راسخة يسعى إليها المستثمرون في ما يتعلق بحماية مشاريعهم وشروط ازدهار أنشطتهم. ويظهر تصنيف صدر مؤخرا عن "إرنست ويونغ" أن المغرب التحق بجنوب أفريقيا، التي يتقاسم معها الآن المركز الأول من حيث الاستثمار الأجنبي المباشر في إفريقيا. ووفقا للتقرير، فقد جذب كل من المغرب وجنوب إفريقيا 96 مشروعا للاستثمار الأجنبي عام 2017. وتأتي كينيا في المرتبة الثالثة بـ 67 مشروعا فيما احتلت مصر المركز السادس بـ 56 مشروعا. وقال المركز إن "المغرب يظل أحد أكثر الوجهات جاذبية للاستثمار في أفريقيا"، مشيرا إلى قوة المغرب ونموه الاقتصادي "المتناسق ".
تجدر الاشارة الى ان منتدى الاستثمار الإفريقي ، الذي يعقد في الفترة من 7 إلى 9 نونبر الجاري في ساندتن (منطقة جوهانسبورغ المالية)، سيبحث عدة محاور تتعلق على وجه الخصوص بتمويل مشاريع التنمية في القارة. وسيشهد المنتدى، الذي يسعى إلى أن يكون منصة لتعبئة الاستثمار المبتكر ، مشاركة فاعلين حكوميين وصناديق التقاعد وصناديق سيادية ومستثمرين من القطاع الخاص وشركات الأسهم الخاصة التي تروم حشد الأموال لتسهيل التحول الاقتصادي في أفريقيا. ويركز هذا الحدث على تنظيم المعاملات الاقتصادية، واختيار المشاريع وتحسينها ، وجذب المستثمرين المشتركين وتسهيل المعاملات التي من شأنها اتاحة الفرص الاستثمارية المقدرة بعدة مليارات من الدولارات.