مسبار “فوياجر 2”.. استكشاف الفضاء على بعد 18 مليار كيلومتر
في 20 غشت 1977، أي قبل 42 عاما، أطلقت وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" المسبار الفضائي "فوياجر 2" لدراسة الكواكب الخارجية من مجموعتنا الشمسية، إلا أن المهمة اتسعت لدراسة الحقول المغناطيسية والأشعة الكونية التي تضرب الحدود بين مجال النجوم ومجال الشمس.
المسبار الهندي "شاندرايان-2" يدخل مدار القمر
غادر "فوياجر 2" مدار الأرض قبل شهر من المسبار "فوياجر 1" لكنه احتاج إلى 7 سنوات إضافية للوصول إلى الحدود الخارجية للغلاف الشمسي على بعد 18 مليار كيلومتر، وعلى الرغم من كنوز المعلومات التي أرسلها المسبار فإن الألغاز الكونية ما زالت مستمرة في الظهور.
والغلاف الشمسي مؤلف من الحقول المغنطيسية للشمس والرياح الشمسية التي تصل سرعتها إلى 3 ملايين كيلومتر في الساعة.
ويأمل العلماء من خلال المسبارين في إيجاد أجوبة على أسئلة كثيرة بمقارنة البيانات التي يرسلها المسباران اللذان خرقا الغلاف الشمسي من زوايا مواقع مختلفة.
وبُني المسباران ليستمرا 5 سنوات لدراسة الكواكب الخارجية في النظام الشمسي، لكن بعد 42 عاما على إطلاقهما، لا يزالان ينشطان مع أن الوقود سينفد منهما في غضون 5 سنوات.
ويقيس المسبار "فوياجر 2" الأشعة الكونية الوافدة التي تزداد قوتها بالاقتراب من حدود الغلاف الشمسي، ومحاولة دراسة تأثيراتها المباشرة على صحة طواقم مهمات الفضاء المأهولة في الفضاء البعيد.
وقال إدوارد ستون، الأستاذ في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا: "لم يكن لدينا كمية كبيرة من البيانات حول حجم الغلاف الشمسي الذي تشكله الشمس حول نفسها".
و أكد "فوياجر 2" على سبيل المثال وجود "حاجز مغناطيسي" عند الحدود الخارجية للغلاف الشمسي كان متوقعا نظريا ورصده "فوياجر 1".
وخلافا للتوقعات فإن وجهة الحقل المغناطيسي لم تتغير عندما تجاوز "فوياجر 2" حدود الغلاف الشمسي وصولا إلى مجال النجوم، وفق ليونارد بورلاجا، العالم في مركز جودارد الفضائي التابع لـ"الناسا".
وحدود الغلاف الشمسي هي منطقة تماس رقيقة نسبيا تتصادم فيها الرياح الشمسية المشحونة بجزئيات بالرياح النجمية.
وفوجئ العلماء أيضا باجتياز "فوياجر 2" هذا الحاجز المغناطيسي في 80 يوما فيما احتاج "فوياجر 1" إلى أقل من يوم.
وكشف المسبار "فوياجر 2" أيضاً ما يعرف بـ"لغز التسرب"، فحين عبر "فوياجر 1" حدود الغلاف الشمسي، رصد جسيمات من الفضاء الخارجي (إشعاعات كونية) تتجه في الاتجاه الآخر، ولكن مع "فوياجر 2" حدث العكس تماما.
وما إن غادر "فوياجر 2" الغلاف الشمسي استمر العلماء في رصد جسيمات تتسرب من الداخل إلى الخارج، ما أثار الحيرة بين العلماء والمهمتين.
واعتبر توم كريميجيس، العالم في مختبر العلوم التطبيقية في جامعة جونز هوبكينز والمعدّ الرئيسي لدراسة حول قياس الجسيمات المشحونة ما حدث بـ"الأمر الغريب جدا"، وقال: "عملية الاجتياز الأولى حدثت خلال دورة الشمس الدنيا عندما يكون النشاط في أدنى مستوى له والثانية خلال ذروة الشمس".
وأضاف: "لو اتكلنا على نتائج المحاكاة التي نقوم بها، كان ينبغي أن يكون الفرق أكبر"، ويمر نشاط الشمس بدورات من 11 سنة.