وزير سابق في الجزائر يتفاعل مع مضامين الخطاب الملكي
العيون: سعيد المرابط
علق الوزير الجزائري الأسبق، ومستشار الهواري بومدين، محي الدين عميمور، على دعوة العاهل المغربي، الملك محمد السادس، الجزائر للحوار لإيجاد حلول الخلافات القائمة بين البلدين والجمود.
وقال محيي الدين عميمور، في حوارٍ لصحيفة النهار الجزائرية: “أنا ممن يؤمنون بأن العلاقات الصحية مع المغرب، هي علاقات إستراتيجية ضرورية للبلدين وللشعبين بل وللقيادتين ولها أهميتها الجهوية اليوم”.
وأضاف الدكتور الجزائري: “خصوصا في المرحلة التي يعيش فيها المشرق العربي ما نعرفه جميعا من عثرات، وهي قبل ذلك قاعدة بناء المغرب العربي الكبير الذي أصبح اليوم أكثر ضرورة من أي وقت مضى”.
وتابع المثقف الوهراني: “وبالتالي فإن تلك العلاقات، ليس مجرد علاقات جوار عادي بن جارين قد ينتقل أحدهم يوما ما من مقر سكنه إلى مكان آخر، فجوارنا قدر تاريخي لا مفر منه إلا إليه”.
وقال أيضا: “ولعلي أذكر بأن الزعيمين العربيين الوحيدين اللذين تحمل شوارع الجزائر أسماءهما هما محمد الخامس وعبد الكريم الخطابي، تقدير لدور المغرب الشقيق في كفاحنا من أجل الحرية والإستقلال”.
وتابع ذات المتحدث: “وأنا لا أعرف الرد الجزائري الرسمي لكنني ، كمجرد مثقف تابع التطورات منذ 1963 وعاش أحداثا كثيرة لكل منها أهميته وآثاره، وأيضا على ضوء حوار واشنطون وبيونغ يانغ الذي كان نقلة نوعية في العلاقات بين الولايات المتحدة الأمريكية وكوريا الديموقراطية”.
ليختم: “أقول إن الخطوة الأولى للحوار المثمر هي تنظيم لقاء مغلق بين الممثلين المعتمدين لليلدين، تطرح فيه أهم القضايا التي تشكل أساس الخلاف، وأهمها انعدام الثقة بين البلدين، وهكذا لا يكون لقاء القمة مجرد لقاء لتبويس اللحي من النوع الذي برع فيه الوطن العربي ، والذي تتبعه عادة نكسات تحول المصالحة الحقيقية من أمل إلى حلم ثم إلى وهم وقد تتحول إلى كابوس”.
هذا الحوار، خلف اسياءً في صفوف جبهة البوليساريو، إذ علق أحد قيادة الجبهة، قائلاً: ”إن الموقف الذي عبر عنه السيد عميمور يثير بعض الشكوك التي سبق وأن أثارها التصريح الشهير للأمين العام السابق لحزب جبهة التحرير الوطني الجزائرية السيد عمار سعيداني، وهو تصريح أثار الكثير من الجدل والشكوك حول المواقف الحقيقية لبعض القوى داخل الجزائر من قضية الصحراء الغربية، وهي قوى تنتمي لجيل الثورة الأكثر تمسكا في الدفاع عن القضايا العادلة ومنها قضية الشعب الصحراوي“.
وأضاف ذات القيادي الصحراوي، الذي لوحظ أنه نسى أو تناسى كون عميمور كان مستشاراً لبومدين : ”ما قد يثير المخاوف من المواقف التي قد تعبر عنها الأجيال الجزائرية الجديدة، وهي أجيال لم تعاصر بومدين مثل السيد عميمور، وتعرف عن تاريخ الشاب خالد والشاب بلال أكثر مما تعرف عن تاريخ السي عميروش والسي الحواس.
ورغم الاختلاف مع السيد عميمور حول مناسبة تصريحه هذا، إلا اني أتفق معه في دعوته إلى تنظيم لقاء مغلق بين الممثلين المعتمدين للجزائر والمغرب، لكن يجب أن لا ينسى إخواننا في الجزائر تذكير جارهم الغربي بواقع الصحراء، ولما لا يكون هذا اللقاء بادرة من أجل إيجاد حل لهذه القضية عن طريق قيام الجزائر بوساطة دبلوماسية بين المملكة المغرب و الصحراء قد تثمر عن نتائج إيجابية مثل وساطتها السابقة في الخلاف بين اثيوبيا و اريتيريا“.