أخبار دولية

تفجير الحانات الليلية.. الإرهاب في صيغة قتل الحياة

الدار/ فاطمة الزهراء أوعزوز

شهدت إحدى الحانات الليلية في كاليفورنيا إطلاقا للنار بشكل عشوائي، الأمر الذي أودى بحياة 12 شخصا كانوا في حفل مدرسي، ليجهز الجاني على نفسه في بعدما فرغ من إطلاق النار على الحاضرين في الحفل، ويعتبر هذا الحادث وحدا من ضمن العديد من الأحداث الإرهابية التي تقض مضجع المواطنين خصوصا بالدول الأوربية، غير أن الحدث الذي تكرر أكثر من مرة هو هذه التفجيرات التي تشهدها الحانات الليلية.

طبقا للتحريات التي كشفتها الشرطة الأمريكية تبين أن الجاني الذي أقدم على تفجير الحانة كان عضوا سابقا في البحرية العسكرية ويبلغ من العمر 29 سنة، وتفسر الرواية بالتأكيد على أن الجاني يعاني اضطرابات عقلية ونفسية هي الدافع من وراء ارتكابه لهذا الجرم، غير أن الحدث لا يكاد يكون استثنائيا خصوصا وأن العديد من الدول الأوربية ألفت الاستيقاظ على كهذه أحداث، إنها الأحداث اللإرهابية، التي تختلف أسبابها ودوافعها، غير أن النتائج تكون هي نفسها، وهي التي تتمثل في حصد أرواح العديد من الأبرياء الذين لا يخبرون أسباب انتشار الإرهاب في التجمعات العائلية ذات الطابع الاحتفالي.

تكثر القراءات المفسرة للدوافع الماثلة وراء الإرهاب، ليظل الموقف واحدا، وهو المتمثل في استنكار كهذه حالات اعتداء، اعتبارا لكونها تعتبر اعتداءا على الإنسانية قبل أن تكون تهجما استهدافا لأشخاص بأعينهم، إبراهيم الصافي باحث في قضايا الإرهاب، يقدم في تصريح خاص تحليلا في هذا الشأن، ويفيد أن تهديد الإرهاب والتنظيمات الراعية له أكثر خطورة من أي وقت مضى، فبعدما كانت الحرب في مواجهتهما مركزة في مناطق جغرافية مرسومة المعالم تخضع لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في سوريا والعراق على سبيل المثال، لكن اليوم أمام انحسار هذه الملاذات الآمنة وتقلص جيوب السيطرة، سيكون العالم أمام موجة جديدة لمخاطر الإرهاب يمكن أن نسميها "الخلايا الإرهابية الذائبة  من قبيل هذه الشبكات التي تنشط في الدعارة والتسول وغيربها من الآفات الأخرى، والتي تخص الدول الأوربية أيضا".

 وأوضح الصافي أن معظم الأحداث الإرهابية التي تقض مضجع  المواطنين في مختلف أنحاء العالم، سببها هو تنظيم الدولة الإسلامية، موضحا أنه نحو ما  يقارب 40 ألف إرهابي عادوا إلى بلدانهم الأصلية وسيذبون وسط مجتمعاتهم ويختلطون بالمدنيين،  وهم الآن يعمدون إلى  نشر مجموعة من التصرفات غبر المتلائمة ومبادئ المجتمع، وقد يشكلون خلايا نائمة، الأمر الذي سيحد من فعالية مواجهة الإرهاب، وستكون الدول عاجزة عن معرفة أماكن تواجدهم ولا حتى التنبؤ بمخططاتهم الإرهابية.

ويضيف أن المغرب وكذلك أمريكا من بين الدول التي التحق عدد من مواطنيه إلى هذه التنظيمات الإرهابية إذ قدرت الأرقام الرسمية أن عدد المغاربة المقاتلين في صفوف التنظيمات الإرهابية بحوالي 1700 مجند، من بينهم 929 منخرطا في التنظيمات الإرهابية، "ضمنهم حوالي 293 امرأة و391 طفلا ينشطون الآن في خلايا متعددة الأصناف تمارس إرهابا من نوع آخر في المغرب من قبل العمل في الدعارة وكذلك التسول والاتجار في الأطفال.

وقال الصافي  إنه إرهاب الاتجار في أجساد الأبرياء من الأطفال والنساء وكذلك شباب يتم استغلالهم وتوجيههم لدعارة الشواذ، حيث أن العديد من الملتحقين بهذا التنظيم أقدموا على تهريب زوجاتهم وأبنائهم، أو التحقن بهم فيما بعد، وهذه الفئة من العائدين تكون لها مبررات قوية للعودة إلى أرض الوطن، الأمر الذي سيشكل عبئا ثقيلا على المغرب.

وأضاف أن الخلفيات التي تعتمد عليها التنظيمات الإرهابية، تتعدد لتشمل  الاستعانة بالنساء والأطفال لتحقيق استراتيجيات ومخططات إرهابية بالأساس.  مشيرا أن النساء الملتحقات يخضعن لعمليات تدريب مكثفة على شبكات التواصل الاجتماعي، حتى يتمكن من استقطاب وتجنيد أكبر عدد ممكن من النساء والشباب، فميدان المعركة بالنسبة لهن هو الفضاء الالكتروني.

ولم يفته التأكيد على أن  العديد  من التقارير والدراسات أكدت أن أغلب المتطوعات الملتحقات بهذا التنظيم الإجرامي عشن في بيئة متشددة يغلب عليها الفكر التكفيري والمتشدد ومنهم أعدادا لا يستهان بها حاليا بالمغرب، الأمر الذي يسهل قبلوهن بما يعرف ب"جهاد النكاح" لخدمة المقاتلين في الساحات. وسبق لمغربيات أن كشفن عن تعرضهن لزواج من أكثر من ثلاثة مقاتلين في منطقة الرقة السورية، حيث شرعن تنظيم "داعش" هذا الاستغلال الجنسي واللاإنساني للمرأة بإصداره فتوى تبيح ممارسته والقيام به.

كما خلص إلى أن  التنظيمات الإرهابية "تراهن في إستراتيجيتها، على بناء جيل جديد من الأنصار والأتباع الذين سيشكلون أوائل مواطني "الخلافة " داخل المغرب وخارجه، من خلال تجنيد الأطفال وتلقينهم مناهج تعليمية ونصوص دينية تخدم مصالح التنظيم، وذلك في تعد واضح لاستغلال الطفولة في أبشع حرب تعرفها البشرية في عصرنا الحالي.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

8 − 2 =

زر الذهاب إلى الأعلى