سبتة ومليلية والقاصرين المغاربة.”وقود” الأحزاب الاسبانية قبل الانتخابات
الدار /خاص
برز المغرب في الاجندة السياسية للأحزاب الاسبانية في عز حملتها الانتخابية للانتخابات التشريعية السابقة لأوانها التي تجرى اليوم الاحد، اذ اغتنم زعيمي حزب "فوكس" اليميني المتطرف، والحزب الشعبي، زيارتهما لمدينة سبتة المحتلة، لرسم سيناريوهات وطبيعة العلاقات بين المغرب واسبانيا، في مجموعة من القضايا، أبرزها الهجرة، قضية القاصرين المغاربة، وسبتة ومليلية، في محاولة لدغدغة الناخبين، واستمالتهم، جريا على عادة التنظيمات السياسية.
"فوكس": السيادة الاسبانية على سبتة ومليلية أولا
وقال خافيير أورتيغا سميث، الأمين العام لحزب "فوكس"، "إذا ترأسنا الحكومة المقبلة، فسوف أطلب من المغرب اعترافًا واضحًا وصريحًا وحاسمًا بالسيادة الإسبانية على المدينتين المتمتعتين بالحكم الذاتي"، في اشارة الى مدينتي سبتة ومليلية.
وأضاف زعيم الحزب اليميني المتطرف، أنه إذا لم يقوم المغرب بالاعتراف الصريح والحاسم بالسيادة الاسبانية على سبتة ومليلية، فإن حزبه السياسي سيحرص على عدم وجود أي أورو إسباني في "خزائن" المغرب، في إشارة ضمنية منه إلى المساعدات الإسبانية وإدارتها للصندوق الأوروبي لدعم جهود المغرب في مجال الهجرة.
كفى لـ"الابتزاز" المغربي في الهجرة
في خطابه الشعبوي، الذي استهدف المغرب، أمام إسبان سبتة، انتقد خافيير أورتيغا سميث، أيضًا "المنشآت الكبيرة للشرطة والجيش المغربي" على الحدود، متهماً الرباط "بتهديد" مدريد و ممارس "الابتزاز" في ملف الهجرة.
كشف زعيم حزب "فوكس"، أيضًا عن طلبه بناء جدار يفصل المغرب عن مدينتي سبتة ومليلية، مؤكدا الحاجة إلى إقامة جدار مرتفع للغاية يبلغ ارتفاعه 15 أو 20 مترًا، ومقاومًا جدًا ويصعب اختراقه"، مقترحا أن ترسم عليه الأشجار الخضراء لإعطاء صورة بيئية جيدة".
وخلص إلى أن "الأمن والحرية" في إسبانيا "معرضان للخطر، خاصة بالنسبة إلى سبتة ومليلية والسواحل الأندلسية وكاتالونيا".
القاصرين المغاربة..خطر على اسبانيا
من جهته، ندد رئيس "فوكس مدريد"، في إشبيلية، أمام أبواب مركز القاصرين الأجانب غير المصحوبين بذويهم، روسيو موناستريو بـ "الوضعية غير المستدامة" لهذه الفئة من المهاجرين، ومعظمهم المغاربة، واصفا الأمر بـ"مشكلة خطيرة" لأحياء المدن الإسبانية.
ولا يعد حزب "فوكس" الحزب السياسي الوحيد، الذي يستغل هذه القضية الشائكة بين المغرب وإسبانيا لاستمالة الناخبين، اذ قامت شخصيات بارزة في الحزب الشعب، بزيارة إلى سبتة لعرض برنامجهم السياسي، اذ تمت مناقشة قضية القُصَّر غير المصحوبين بذويهم على نطاق واسع.
وفي هذا الصدد، ذكر السناتور عن (البرلمان الإسباني)، الذي انتُخب في سبتة من الحزب الشعبي، بموقف حزبه السباق بأن أفضل مكان لهؤلاء القصر "هي بلدانهم وبيئتهم الأصلية"، مبرزا أن الحزب يؤيد تعزيز "الاتفاقات مع المغرب حتى يصبح ترحيل هؤلاء القاصرين أمرا حقيقيا ملموسا".
وأكد Guillermo Martínez، أن مسؤولية القُصّر غير المصحوبين في سبتة "يجب تقاسمها" بين السلطات المحلية والدولة، مشيرا إلى أن حزبه "يدافع عن الهجرة المنظمة والقانونية والمتصلة بالعمل"، مستمرا في "الدفاع عن رفضه اغلاق الحدود" وإعادة المهاجرين إلى المغرب.
وجاءت الدعوة إلى انتخابات تشريعية سابقة لأوانها في اسبانيا، المقرر إجراؤها اليوم الأحد، بعد سبعة أشهر فقط من الانتخابات المبكرة التي جرت يوم 28 أبريل الماضي وفشل المفاوضات التي أعقبتها من أجل تشكيل حكومة جديدة ما دفع بالعاهل الإسباني الملك فليبي السادس إلى التوقيع على قرار حل البرلمان بغرفتيه ( مجلس النواب ومجلس الشيوخ ) والدعوة إلى انتخابات تشريعية جديدة .
ومن المنتظر أن يتوجه اليوم الأحد المقبل، أزيد من 36 مليون ناخب إلى صناديق الاقتراع من أجل انتخاب 350 نائبا بمجلس النواب و 266 نائبا بمجلس الشيوخ.