أخبار الدار

في الذكرى الخامسة لوفاة أحمد الزايدي.. حضر أوفياء “الإنفتاح والديموقراطية” وغاب لشكر والإتحاديون

الدار/بوزنيقة

حتى في لحظات الموت والفقدان والحاجة الماسة إلى المواساة في أوقات الحزن والأسى والألم، يتفرق الإتحاديون إلى تيارات وقبائل، اللهم "القلة القليلة من المناضلين الذين يترفعون عن خبث السياسة ومكرها، ويبتعدون عن دسائس الإصطفاف الحزبي المقيت"، حسب ما قال ل"الدار" مناضل إتحادي كبير يتأسف ب"حرقة على الأوضاع المتدهورة التي يمر بها حاليا حزب الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية".

هذا هو المشهد الذي أرخى بظلاله القاتمة، صباح يوم أمس السبت (9 نونبر 2019)، على حدث تخليد الذكرى الخامسة لوفاة القيادي الإتحادي البارز الراحل أحمد الزايدي، في مسقط رأسه بمدينة بوزنيقة، وذلك في حضور فعاليات إتحادية من تيار (الإنفتاح والديمقراطية)، وعائلة الفقيد التي أقامت بالمناسبة فطورا جماعيا، ونظمت زيارة إلى مقبرة (أولاد الشراط) بضواحي بوزنيقة للترحم على روح الفقيد الطاهرة.

ومن الشخصيات والفعاليات الإتحادية التي حضرت تخليد ذكرى وفاة الراحل أحمد الزايدي، هناك المناضل النقابي الكبير الطيب منشد، والأستاذ جلال الطاهر، والأستاذ محمد كرم، والخبير الإقتصادي عبد العالي دومو، والدكتور عبد الحق بوزيان، والسيدة وفاء حجي، وأمين جلال، والمهدي منشد، ومريزق، ومجموعة من النقابيين وأصدقاء العائلة الكبيرة للراحل.

وذكرت شخصيات شاركت في تخليد هذه الذكرى في تصريحات ل"الدار" أن الحاضرين استحضروا "الخصال الإنسانية الرفيعة التي كانت تميز هذا المناضل الإتحادي الفذ الذي قدم خدمات كبيرة وإسهامات سياسية نوعية لصالح حزبه، الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية، طيلة عقود من العمل الميداني المتواصل سواء في مجال تدبير الشؤون المحلية لمدينة بوزنيقة وضواحيها، أو من خلال إنتخابه برلمانيا لأربع ولايات نيابية متتالية (مجلس النواب)، ورئاسته للفريق البرلماني للحزب بحس سياسي عميق وغيرة وطنية صادقة".

كما اعتبر المشاركون في تخليد هذه المناسبة السنوية "رحيل سي أحمد الزايدي خسارة فادحة لمدينة بوزنيقة، وللمشهدين الحزبي والسياسي بشكل خاص، وللمغرب بشكل عام". وشددوا على أن "حزب عبد الرحيم بوعبيد وعبد الرحمان اليوسفي، فقد واحدا من أبرز رموزه القيادية، ذلك أن سي أحمد كان يمتاز بالعطاء السخي. لقد كان قياديا وسياسيا مخلصا لمبادئ وقيم الإتحاد، ونائبا برلمانيا منتجا للأفكار وللمعنى، وإعلاميا محنكا طيلة مساره الطويل والغني في التلفرة المغربية".

لماذا لم يحضر إدريس لشكر، الأمين العام للإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية، تخليد الذكرى الخامسة لوفاة الزايدي؟

جوابا على هذا السؤال، يقول أعضاء بارزون فى تيار (الإنفتاح والديموقراطية) ل"الدار" إن "لشكر يعيش على مخلفات الماضي ومنطق الإنتقام من خصومه السياسيين في الحزب، فهو لا يقبل من يعارضه، ويحارب الأفكار النيرة والمشاريع السياسية الجادة التي تهدده في مساره والتي كان يحملها تيار أحمد الزايدي. لشكر لم ينس إطلاقا مخلفات المؤتمر التاسع للإتحاد في شتنبر 2012. في تلك المحطة، صعد لشكر إلى قيادة الحزب خلفا لعبد الواحد الراضي، لقد فاز بصعوبة بالغة بعد منافسة شديدة من طرف الراحل الزايدي الذي قدم أحسن عرض سياسي للإتحاديين في ذلك المؤتمر".

وتوضح مصادر "الدار" في هذا الإطار: "نحن نعرف أن ذلك المؤتمر شهد صراعا قويا وجدلا كبيرا، وأسفر عن ولادة تيار بإسم (الإنفتاح والديمقراطية) تزعمه آنذاك سي أحمد الزايدي أكبر المنافسين للشكر في تلك المرحلة على قيادة سفينة الحزب، إنه تيار جديد علني ومعارض لتوجه الأمين العام للحزب، وقد كان الزايدي قاب قوسين أو أدنى من الفوز برئاسة الحزب لولا وقوع إصطفافات آخر لحظة بعد انسحاب القيادي فتح الله ولعلو".

وتضيف مصادر "الدار" من داخل تيار (الإنفتاح والديموقراطية) إن "لشكر يشعر بالحنق والغضب كلما سمع بتحركات (تيار الإنفتاح والديموقراطية)، فكيف تريده أن يحضر تخليد ذكرى وفاة الراحل الزايدي، كما أن كل أتباعه غابوا. يجب عدم نسيان أن لشكر وأتباعه داخل كل من المكتب السياسي والمجلس الوطني للحزب، تعاملوا بمنطق الأرض المحروقة مع من يعتبرونهم خصوما، وبالتالي استعملوا كل الأساليب لإخراجهم من الحزب بأي ثمن ولو على حساب سمعة التنظيم، وهذا ما حصل بالضبط بعد وفاة أحمد الزايدي، هل ننسى تجميد المكتب السياسي للحزب كل مهام القياديين عبد العالي دومو والوزير السابق أحمد رضى الشامي في دجنبر 2014".

وكان البرلماني والقيادي الإتحادي أحمد الزايدي توفي يوم الأحد 9 نونبر 2014 بعد أن غمرت المياه سيارته على مستوى (وادي الشراط) بمدينة بوزنيقة، وأعلن وقتها أن الراحل كان عائدا إلى منزله ببوزنيقة عبر (وادي الشراط) الذي ارتفع منسوب مياهه بفعل غزارة التساقطات في ذلك اليوم، مما تسبب في غرقه داخل السيارة.

• أحمد الزايدي.. مسار غني بالنضال والعطاء  

ازداد الراحل، أب لأربعة أبناء، بمدينة بوزنيقة سنة 1953، وتابع دراسته في ثانوية مولاي يوسف بالرباط، ثم جامعة محمد الخامس، وكلية الحقوق بالجزائر العاصمة.

وبعد تجربة قصيرة بسلك المحاماة، انتقل الراحل لممارسة مهنة الصحافة، حيث اشتغل بالإذاعة والتلفزة المغربية إنطلاقا من سنة 1974، تخللها تفرغ من أجل إستكمال تكوين عال في الصحافة ب"المركز الفرنسي لتكوين واستكمال تكوين الصحفيين" بباريس، ليعود مجددا لمتابعة المشوار الإعلامي. 

وبعد ذلك، بدأ الراحل يحقق مكاسب مهنية أهلته لتسيير قسم الأخبار، حيث احتكر الشاشة الصغيرة المغربية في ساعة ذروة المشاهدة لمدة 20 سنة كرئيس تحرير مركزي ومقدم للنشرة الإخبارية الرئيسية في التلفزيون العمومي. وبصفته الصحفية هاته، أسس الزايدي (نادي الصحافة بالمغرب).

وعلى المستوى السياسي بدأ القيادي الراحل مساره من بوابة الكتابة الإقليمية للإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية بالرباط، وخاض غمار الإنتخابات الجماعية لسنة 1976 كأصغر مرشح بإسم الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية في إحدى الجماعات القروية ببوزنيقة.

ودخل المرحوم الزايدي المؤسسة التشريعية (مجلس النواب) سنة 1993، وتولى من أكتوبر 2007 إلى منتصف سنة 2014 مسؤولية رئاسة الفريق الإشتراكي بمجلس النواب.

وكانت جنازة الفقيد أحمد الزايدي شهدت حضورا كبيرا لرجالات الدولة وعلى رأسهم  ثلاثة مستشارين للملك (فؤاد علي الهمة، عمر عزيمان، وعبد اللطيف المانوني)، ورئيس الحكومة آنذاك عبد الإله بن كيران، ورئيس المجلس الأعلى للحسابات إدريس جطو، بالإضافة إلى زعماء الأحزاب وشخصيات سياسية من أقصى أحزاب اليسار إلى أقصى أحزاب اليمين، وقادة من تنظيمات نقابية وإعلاميون وفنانون وغيرهم.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

15 − 5 =

زر الذهاب إلى الأعلى