فن وثقافة

الريصاني .. إبراز الجوانب الحضارية والاجتماعية والاقتصادية لسجلماسة التاريخية

أبرز المشاركون في جلسة ضمن أشغال الدورة الرابعة والعشرين لجامعة مولاي علي الشريف، اليوم السبت بالريصاني، الجوانب الحضارية والاجتماعية والاقتصادية لسجلماسة التاريخية.

وأوضحوا، خلال جلسة علمية في إطار أشغال هذه الدورة، التي تنظمها وزارة الثقافة والشباب والرياضة (قطاع الثقافة) تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، حول موضوع "سجلماسة والبعد الإفريقي للمغرب عبر التاريخ"، أن سجلماسة التاريخية كان لها دور حيوي في المجالات الاقتصادية والاجتماعية بالمغرب وبافريقيا.

وسجلوا خلال هذه الجلسة، التي حضرها عبد الحق المريني، مؤرخ المملكة، ورئيس اللجنة العلمية لجامعة مولاي علي الشريف، ووالي جهة درعة تافيلالت، عامل إقليم الرشيدية، يحضيه بوشعاب، والكاتب العام لقطاع الاتصال، مصطفى التيمي، والعديد من الباحثين والمنتخبين، أن سجلماسة كان لها إشعاع حضاري يستوعب كل التجليات المجتمعية.

وفي هذا الصدد، تطرق مولاي عمر صوصي علوي، الأستاذ بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بفاس، إلى الوضع الاجتماعي للأشراف العلويين بتافيلالت في مطلع القرن 17 الميلادي.

وأوضح أن الوضع الاجتماعي للشرفاء العلويين بتافيلالت قبل تأسيس دولتهم في منتصف القرن 17 الميلادي يكشف سياقا تاريخيا تميز بمتغيرات متعددة، مبرزا مكانة العلويين كأشراف داخل النسيج المجتمعي بتافيلالت من خلال التعاطي للنشاط التجاري مع بلاد السودان، مما أهلهم للقيام بأدوار سياسية.

وذكر المتدخل بعدد من كتب الأنساب التي تختزن معطيات مهمة عن العديد من أسر العلويين في بداية دولتهم، لا توفرها باقي المصادر التاريخية.

من جهته، أكد لحسن تاوشيخت، من المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث بالرباط، أنه رغم اندثار مدينة سجلماسة في أواخر القرن 14 ميلادية، فإن دورها التاريخي لم يتوقف، بل انتقل إلى أهم القصور المجاورة.

وبعدما اعتبر أن القصور العلوية بتافيلالت تمثل إرثا رائعا للمعمار السجلماسي، أكد الأستاذ تاوشيخت أن هذه القصور المشيدة من قبل السلاطين العلويين تتوفر على مختلف المكونات المعمارية التي تعطيها شكل وحدة سكنية متكاملة.

من جانبه، أشار حميد اجميلي، الأستاذ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالقنيطرة، إلى أن مدينة سجلماسة تعد بوابة الصحراء نحو افريقيا جنوب الصحراء.

وأضاف الأستاذ اجميلي أن سجلماسة لعبت دورا استراتيجيا مهما خلال العصر الوسيط في فترة قوة الدول المتعاقبة على حكم المغرب، موضحا أن العناصر البشرية أسهمت في ضخ أموال ومواد تجارية وعناصر بشرية سودانية قادمة من بلاد السودان.

وسجل أن التشكيلات الاجتماعية بالمدينة شكلت عنصرا مهما حافظ على التجارة وتأمينها من وإلى بلاد السودان، مما نتج عنه "صلات اجتماعية قوية ساعدت في تدليل عقبات المبادلات التجارية بين الجانبين".

وحاول سعيد واحيحي، الأستاذ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية عين الشق بالدار البيضاء، ملامسة وضعية تافيلالت مع مقتل زعيم أكبر حركة تمرد على حكم سلالة الشرفاء السعديين الفقيه الصوفي أحمد بن أبي محلي الفيلالي سنة 1613 ميلادية، التي شكلت فرصة لتدعيم مكانة الشرفاء الحسنيين السجلماسيين زعماء وادي إفلي على مجالات تافيلالت.

من جانبه، تطرق الخلافة بوعلي، أستاذ التعليم الثانوي بأرفود، إلى الدور التربوي لسجلماسة من خلال رسائل السلطان المولى اسماعيل إلى ولده المامون.

وأبرز أنه يمكن من خلال رسائل السلطان المولى اسماعيل إلى ولده المامون رصد ملامح الدور التربوي الذي اضطلعت به سجلماسة في تربية وتكوين النخبة.

وتطرق إلى البنية التربوية التي ميزت سجلماسة ودفعت السلطان المولى اسماعيل إلى اختيارها كحاضنة تربوية لأولاده، وكذا المنهاج التربوي الذي اعتمده بسجلماسة، ومدى إسهام هذه البيئة التربوية مع المنهاج التربوي المتبع في تحقيق الأهداف التي سطرها المولى اسماعيل.

وتحدث عبد الواحد الهاروني علوي، الأستاذ بالأكاديمية الجهوية لمهن التربية والتكوين لدرعة-تافيلالت، عن بعض جوانب الحياة الدينية بتافيلالت خلال القرن 18 ميلادي من خلال التصوف ورجالاته ومؤسساته والأدوار التي قام بها المتصوفة إلى غاية نهاية القرن 18.

كما أشار إلى مظاهر اعتناء ملوك الدولة العلوية خلال هذا القرن بالمؤسسات الدينية بتافيلالت من حيث، على الخصوص، الزوايا والأضرحة.

من جهته، أكد عمر لمغيبشي، الأستاذ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك بالدار البيضاء، أن دراسة تاريخ سجلماسة لا يمكن أن يتم دون استحضار الدور البارز لليهود الذين عاشوا في هذه المنطقة.

وأوضح دور الطائفة اليهودية السجلماسية على المستوى التجاري وعلاقاتها الاقتصادية مع باقي المراكز ضمن المحاور التجارية الأخرى.

وأضاف أنه "اعتبارا للدور الاستراتيجي لهذه المنطقة في تاريخ المغرب كمفتاح للمبادلات التجارية، وباب الصحراء، ومحطة للقوافل، لوجودها على طول طريق تجاري حيوي يربط بين الطرق البرية والبحرية الصحراوية والمتوسطية، فقد ظلت طيلة العصر الوسيط من أكبر المراكز التجارية على الإطلاق".

المصدر:  و م ع

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ثلاثة × 2 =

زر الذهاب إلى الأعلى