غير مصنف

طلحة جبريل يكتب عن الحيرة الشاملة

طلحة جبريل

بات معرفة  بعض ما يجري في المنطقة العربية يكاد يكون حصراً على تقارير المنظمات الحقوقية الدولية ، على غرار "هيومان رايت واتش " أو "أمنستي".
إذا أردت أن تعرف ما يجري في العراق أو لبنان أو السودان أو اليمن أو ليبيا ، ما عليك إلا قراءة تقارير هذه المنظمات، والقاسم المشترك بينها أنها تتحدث عن انتهاكات غير مسبوقة. لكن يجب الانتباه بأن هذه المنظمات لا تنقل حقيقة الوضع بل تداعياته وانعكاساته على حقوق الإنسان والحريات العامة وحرية التعبير.
الواضح أن العالم العربي يعيش حالة حيرة شاملة وعنيفة . لقد ظهرت وساوس وشكوك بأن "الديمقراطية والتعددية" يمكن أن تفكك تماسك مجتمعاته".
مع عجز في السلطة أدى الى تردى الحكم وفساد للنخبة في معظم الدول العربية ، على سبيل المثال وصل بها الأمر في بلد مثل درجة العفن حيث الفساد والرشوة في جيب كل مسؤول وعشيقة رسمية معترف بها له.  
هكذا يبدو أن السياسة العربية تكفلت أولاً، بنزع سلاحها أوكلت شعاراتها ثم تطوعت بنزع ملابسها ثم اختارت ان تتمدد بإغراء فوق السرير.
ثم ان الحقائق السياسية اختفت من فوق السطح وغاصت في الأرض. وهكذا  في ظل التخبط السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي أعتقد بعض الناس أن العودة إلى الدين هي الحل، وراحوا يدغدغون الجماهير بشعارات تقول إن "الإسلام هو الحل" ولم تكن سوى خدعة للوصول إلى مواقع القرار، وكانت النتائج واضحة بل فادحة ، إذ انتشرت ظاهرة التشدد، التي قادت بدورها إلى "التوحش".

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

16 − 8 =

زر الذهاب إلى الأعلى